تنعقد القمة العربية ال 16 المؤجلة في تونس غدا السبت اذا لم تؤجل مرة اخرى لسبب او اخر وسط تحديات صعبة تواجهها الامة العربية فرضها الملفان العراقي والفلسطيني وقضايا الاصلاحات السياسية والاقتصادية بالاضافة الى الارهاب الذى تعاني تأثيره اكثر من دولة عربية. وفي هذا الاطار اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان العرب يبحرون في بحر هائج فيما قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان القمة ستمثل منعطفا وانتقالا من عدم التأثر الى الفاعلية والجدية والمصداقية في العمل العربي المشترك. أما وزير الخارجية التونسي الحبيب بين يحيى فقال ان جدول اعمال القمة سيكون دسما نظرا لكم القضايا التي ستبحثها القمة. الوزير التونسي شدد على ان القمة ستسفر عن نتائج في صالح العرب مؤكدا ان القضايا التي يحملها جدول اعمالها مصيرية. وتأجلت القمة التي كان من المقرر ان تعقد في تونس في 29 و30 مارس الماضي إثر خلافات حول الوثيقة التي قدمتها تونس بالنسبة للاصلاح السياسي في العالم العربي. ومن اهم ما يتضمن جدول اعمال القمة وفقا لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري الذي عقد في القاهرة موضوع العراق الذي يشهد وضعا أمنيا متفجرا ويتوقع ان تشدد القمة على ضرورة احترام سيادته واستقلاله ووحدته والالتزام بمبدأ عدم التدخل فى شؤونه الداخلية وتأكيد الدور المركزى للامم المتحدة فى تهيئة الظروف الكفيلة بنقل السلطة الى العراقيين فى 30 يونيو المقبل وادانة اساءة معاملة المعتقلين العراقيين بسجون العراق على ايدي جنود الاحتلال. كما يتوقع ان تقر القمة تشكيل ترويكا من وزراء خارجية البحرينوتونسوالجزائر (وهي دول رئاسة القمة الحالية والسابقة والمقبلة) اضافة الى الامين العام لمتابعة الوضع المتدهور في العراق. وفيما يخص الوضع في الاراضي العربية المحتلة يتوقع ان يتضمن البيان الختامي للقمة مطالبة الرئيس الامريكي بالالتزام بتعهده باقامة دولة فلسطينية والالتزام بمرجعيات عملية السلام المتمثلة في قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام وعدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة واعتبار ان كل ما يتصل بالوضع النهائي يتم التفاوض عليه بين الطرفين. ويتوقع ان ترحب القمة بالرسالة الموجهة من الرئيس الامريكي الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني (عقب رسالة الاول الى شارون) والتي تؤكد ان الولاياتالمتحدة لن تستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي وانه لا يحق لأي جهة مهما كانت ان تجري اي تعديل على اي من المرجعيات التي قامت عليها العملية السلمية لغايات التنصل من التزاماتها او التراجع عما وقعت عليه من اتفاقيات. ومن المتوقع ايضا ان تدين القمة جميع العمليات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والاراضي العربية والعمليات التي تستهدف المدنيين دون تمييز وكذلك العمليات التي تستهدف القيادات الفلسطينية. وفي ضوء العقوبات الامريكية على سوريا فانه من المتوقع ان يصدر عن القمة موقف حول ذلك خاصة بعد ان اعرب قادة دول مجلس التعاون الخليجي فى ختام اجتماعهم التشاوري الذي عقد في جدة 16 من الشهر الجاري عن اسفهم لهذا القرار مشيدين في الوقت ذاته بالموقف السوري المتجاوب. ودعا القادة الخليجيون الولاياتالمتحدة الى اعادة النظر في هذا القرار وانتهاج الحوار الايجابي البناء لحل مختلف القضايا العالقة بما يخدم المصالح المشتركة. وعلى صعيد التعاون العربي من المقرر ان تناقش القمة (وثيقة الاصلاح السياسي) التي تدعو الى ضرورة تطوير منظومة الحكم العربي عن طريق المشاركة السياسية وتطوير منظومة الحكم وارساء الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون. وتتضمن (وثيقة العهد) ادخال التعديلات اللازمة على ميثاق جامعة الدول العربية وملاحقه طبقا للمادة (19) من الميثاق وبناء على المشاريع المقدمة من الامين العام بالاضافة الى تشكيل لجنة متخصصة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياته من الدول الاعضاء تجتمع بصفة دورية ابتداء من شهر يونيو المقبل لاعداد المشاريع والملاحق المعروضة والصياغات المقترحة لتعديل الميثاق وملاحقه ثم تعرض على دورة خاصة لوزراء الخارجية العرب على ان يتم الانتهاء منها في بداية عام 2005 وبدء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فورا في قمة الجزائر عام 2005. كما تتضمن الوثيقة مقترحات خاصة بانشاء محكمة عدل عربية وتعديل الميثاق وانشاء مجلس شورى (برلمان) عربي ومجلس امن عربي ومصرف عربي وغيرها. وياتي المشروع الخاص بتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني على جدول اعمال القمة حيث من المنتظر ان يقرر القادة العرب ادخال منظمات المجتمع المدني فى منظومة العمل العربي المشتركة وذلك بصفة مراقب في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي ولجانه المختلفة وفق الضوابط التي يضعها المجلس.