أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية ان القمة الخليجية التشاورية لقادة دول مجلس التعاون ستعقد في 16 الشهر الجاري في جدة. واكد العطية الذي زار أبوظبي امس في اطار جولة خليجية انه حصل على تأييد دول المجلس الست لعقد القمة في هذا الموعد في مدينة جدة. وقال في لقاء مع "الحياة" ان محادثاته مع القادة الخليجيين تناولت "مستجدات الأوضاع الراهنة في المنطقة والتعرف الى آرائهم في شأن القضايا التي سيتم طرحها أمام القمة وفي مقدمها الوضع في فلسطين والأزمة المتفاقمة في العراق، اضافة الى تقويم مسيرة مجلس التعاون منذ القمة الخليجية في الكويت، ووضع تصورات للقمة الخامسة والعشرين لمجلس التعاون التي ستعقد نهاية العام الجاري في أبوظبي". واجتمع العطية في أبوظبي أمس مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية، وراشد عبدالله النعيمي وزير الخارجية. وقالت مصادر مطلعة ان العطية حصل على موافقة الامارات على عقد القمة التشاورية الأحد المقبل في جدة. واكد الأمين العام لمجلس التعاون في لقائه مع "الحياة" ان استضافة السعودية للقمة الخليجية في هذا الوقت بالذات "تحمل معاني كثيرة في مقدمها استمرار المملكة في لعب دور فاعل في مسيرة المجلس، وتشكل رسالة واضحة على استقرار الأمن والاجراءات السليمة التي تتخذها السعودية لحماية ابنائها والمقيمين والزوار". وقال ان القمة التشاورية "ستكون مفتوحة لمناقشة جميع المواضيع التي تهم دول المجلس، خصوصاً الوضع الأمني في المنطقة والتعاون في مكافحة الارهاب في ضوء اتفاق مكافحة الارهاب الذي وقعته دول المجلس الاسبوع الماضي في الكويت". وكشف ان هذا الاتفاق سيكون سارياً بمصادقة أربع دول عليه وانه يتضمن تسليم الارهابيين ويستثني أصحاب القضايا السياسية. وأضاف ان القمة ستوفر فرصة لقادة دول الخليج للبحث في الوضع المتأزم في العراق. وقال ان التطورات في العراق تؤثر على دول المجلس والعالم أجمع. ودان العطية الممارسات التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المعتقلين العراقيين. واعرب عن أمله في ان تكلل جهود المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي بالنجاح، والاتفاق على تشكيل حكومة عراقية موقتة وتسليم السلطة للعراقيين في نهاية حزيران المقبل، وان يتوقف الفلتان الأمني، وتكريس الوحدة الوطنية، الأمر الذي يتطلب من كافة ألوان الطيف العراقي تحقيق الوحدة الوطنية. واكد العطية ان القمة التشاورية الخليجية ستبحث في الوضع في الأراضي العربية المحتلة. ودعا الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الى تحمل مسؤولياتها في تطبيق خريطة الطريق، وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها اقامة الدولة الفلسطينية في العام 2005. وشدد العطية في هذا الصدد على تفعيل المبادرة العربية وعدم المساس بحدود 1967، ونوه بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الذي اكد سيادة الفلسطينيين على أراضي 1967. واعرب العطية عن أمله في ان يتمكن وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة من الاتفاق على موعد القمة العربية المؤجلة والقضايا التي ستناقشها. وقال ان "دول مجلس التعاون جزء من الأمة العربية، وتعمل بكل صدق وتعاون لتحقيق موقف عربي جماعي وتضامن كامل لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة". وقال ان القمة الخليجية الخامسة والعشرين التي تعقد في أبوظبي نهاية العام الجاري ستكون "قمة تاريخية" في مسيرة مجلس التعاون.