أكدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب في واشنطن أن إدارة الرئيس جورج بوش أخطأت كثيراً في محاولتها تحقيق الديموقراطية في الشرق الاوسط، لافتةً إلى أن الرئيس السابق "بيل كلينتون وأنا لم نرغب يوماً في فرض نسخة عربية لديموقراطيتنا بل أردنا تقاسمها مع العالم العربي، حاولت إدارة بوش المضي في ذلك لكنها اتبعت طريقاً مؤلماً وخاطئاً". ولامت الوزيرة السابقة الإدارة الحالية والدول العربية لعدم بذل جهد لحل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، معتبرة أداء كلينتون "الافضل في هذا الإطار". وأضافت: "لا أحد يلتفت إلى خريطة الطريق، واللافت أن بعض ما طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في لقائه الاخير مع الرئيس بوش فيه الكثير مما طرحناه في كامب ديفيد كحق العودة ونقل المستوطنات ومسألة التعويضات". وزادت: "أعرف ماذا عرض في عهدنا على عرفات لأنني كنت هناك. واعتقد بأن عدم التعامل معه خطأ". غير أن أولبرايت شددت على أنه لا يمكن تحقيق أي سلام من دون مفاوضات بين الطرفين و"على أميركا ان تلعب دوراً فاعلاً في ذلك عبر إشراك جميع الزعماء العرب لا بفرضها الحل الذي يناسبها". وفي هذا الإطار، رأت أن مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز "كانت ممتازة لو أتت في كامب ديفيد. إذ جاءت متأخرة عامين". وعن اغتيال اسرائيل القيادات الفلسطينية قالت: "اظن ان الشيخ احمد ياسين كان مسؤولاً عن كثير من العمليات الانتحارية. لكن ما يقال في اسرائيل يقال في العراق. لماذا الآن؟ وماذا بعد ذلك؟ ولا افهم كيف يمكن للتصعيد أن يساعد في حل الازمات الراهنة". وتابعت: "لو كان كلينتون حاضراً معنا اليوم لعبر عن ندمه لعدم نجاحه في تحقيق السلام في الشرق الاوسط والوقت كفيل بتأكيد ذلك"، معتبرة أنه "في عهدنا كانت العمليات الانتحارية أقل بينما صارت اليوم روتيناً يصعب ردعه". ورأت أن "الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لم يبذلا الجهد اللازم لتحقيق السلام وهما لم يحضرا شعبيهما لذلك، ما يشعرني بالاسف الشديد". وانتقدت أولبرايت طريقة رد الرئيس بوش على اعتداءات أيلول سبتمبر التي شكلت منعطفاً مهماً في السياسة الأميركية، وقالت أن "تفاعل الإدارة الحالية وتضييقها الخناق على العرب في الولاياتالمتحدة شلاّ النظام الأميركي وجعلاه نظام فصل عنصري وهذا ما نراه في المطارات الاميركية". وتحدثت عن جهل المجتمع الاميركي وزعمائه للشارع العربي. وقالت: "اظن ان كلينتون كان أكثر الرؤساء الاميركيين دراية بالشرق الاوسط كذلك الرئيس جيمي كارتر، واعتقد ان المرشح الديموقراطي جون كيري سيكون قريباً من ذلك في حال فوزه"، وان اعترفت بجهله في بعض الامور. لكنها بررت ذلك بالقول: "المهم السعي الى طرح الاسئلة لا تقديم الاجوبة وهذا ما يفعله كيري". وبينما أقرت بفضل بوش في اعادة المفتشين الدوليين الى العراق، قالت انه أخطأ في شن حرب غير ضرورية بدلاً من التركيز على افغانستان "وأعتبر هذه الحرب خطأ فادحاً، كانت خياراً لا ضرورة بينما اعادة الاستقرار الى العراق ضرورة وليست خياراً".