تظاهر مئات الآلاف من الأميركيين المعارضين لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أمام البيت الأبيض أول من أمس، احتجاجاً على سياسات هذه الإدارة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، وذلك في تجمع حاشد هو الأكبر من نوعه منذ الحرب على العراق. وتناوب على مخاطبة التجمع الذي ضم تنظيمات سياسية واجتماعية مختلفة، كل من السيناتور هيلاري كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، إلى جانب زعماء تنظيمات مدافعة عن الحقوق المدنية وحقوق المرأة. واعتبر المتظاهرون الرئيس الأميركي من أشد منتهكي تلك الحقوق، "ما يقتضي إبداله في الانتخابات المقبلة" المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ودعت كلينتون إلى التصويت للمرشح الديموقراطي جون كيري، فيما طالبت أولبرايت الأميركيات بالمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما شارك في التظاهرة بعض مشاهير هوليوود مثل الممثلة سوزان سوراندن التي اقتبست في كلمة ألقتها إحدى عبارات الكاتب الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد إن "التضامن هو أرقى أشكال الحب"، ما لاقى تصفيقاً واسعاً بين الحشود. مليون مشارك وقدر الإعلام الأميركي عدد المشاركين في التظاهرة بمئات الآلاف، فيما أكد المنظمون مشاركة نحو مليون امرأة ورجل فيها. وراوحت مطالب منظمي التظاهرة الذين جمعتهم معارضتهم للإدارة الأميركية، بين الحفاظ على "حق" المرأة في الإجهاض إلى عدم انتهاك الحقوق المدنية وتعديل سياسات واشنطن في الشرق الأوسط لتكون "أكثر عدالة". وقالت ل"الحياة" الناشطة الحقوقية جولي هاسمان إن "غالبية الأميركيين لم تنتخب بوش" في إشارة إلى حكم المحكمة العليا في فلوريدا الذي كرسه رئيساً عام 2000. وأعربت عن أسفها لما يتعرض له الأميركيون العرب من "مضايقات وملاحقات". وأضافت: "أرغب في أن يعلم الناس في الخارج أننا لا نؤيد إدارة بوش ولا نؤيد انتهاك حقوق العراقيين والفلسطينيين، بل ما نريده هو التخلص من هذه الإدارة". 35 عاماً إلى الوراء ورأت ماريا 31 عاماً أن إدارة بوش: "ستعيدنا 35 عاماً إلى الوراء"، فيما قالت سو 19 عاماً: "هناك أميركيون قلقون من سياسة بوش في الشرق الأوسط وتبنّيه لشارون المنافق. إن قلبي ينفطر عندما أرى الفلسطينيين يقتلون في رام الله وغزة". وحمل المتظاهرون يافطات كتب على العديد منها: "للأسف لم تتمتع والدة وزير العدل الأميركي جون آشكروفت بحق الإجهاض" و"نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني هو الشيطان"!