اختلفت آراء وزراء الخارجية الاميركيين السابقين في الإدارات الجمهورية والديموقراطية في شأن التعاطي مع عملية السلام للشرق الأوسط، وذلك اثناء لقاء جمع هنري كيسنجر وجورج شولتز ووارن كريستوفر ومادلين أولبرايت برعاية "مجلس العلاقات الخارجية". وحمل شولتز على "نمط استرخاء" الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومكافأته "بمقابل لوقف العنف... ما يشجع العنف". وانتقد كريستوفر اعتماد ادارة جورج بوش ديبلوماسية "الهاتف" بدلاً من تعيين منسق، كما انتقد فكرة سحب القوات الاميركية من سيناء. وقالت اولبرايت ان الاستغناء عن المنسق السابق دنيس روس كان "خطأ" وان الوقت اليوم ليس ملائماً لتناول الوضع في "رزمة" وانما "جزءاً بجزء". وشدد كينسجر على الحاجة الى "اسلوب جديد محدود الاهداف" لتتم "تسوية ما تمكن تسويته اليوم" والعودة الى ما يتبقى لاحقاً. وتميزت مواقف شولتز جمهوري بالانتقاد اللاذع لنمط "اراحة عرفات"، وحض على تحميل سورية مسؤولية العمليات من جنوبلبنان، ودعا الى ابقاء الرئيس العراقي صدام حسين "تحت السيطرة"، واذا تطلب الأمر "القصف بين الحين والآخر، فليكن". وقال ان ما "ورثته" ادارة جورج دبليو بوش هو "مشهد عنف"، واحتج على اعتبار ان من المهم "اعطاء عرفات والفلسطينيين شيئ بالمقابل لوقف العنف كلما خلقوا العنف". وفي ما يخص منطقة الخليج، قال شولتز ان "العراق مشكلة حقيقية" تتطلب الاستمرار في سياسة عزل العراق والمضي في "وضعه تحت السيطرة". وزاد: "اذا تطلب الأمر قيام الولاياتالمتحدة بعمليات قصف للعراق بين الحين والآخر فليكن". كما دعا الى الاستمرار في دعم كل معارضة عراقية بغض النظر عن التحفظات. واضاف شولتز ان ليست لديه مسودة حل للنزاع العربي - الاسرائيلي، لكنه شدد على ضرورة التصدي لايران ولسورية. واعتبر انه يجب ان تكون الحساسية الاميركية واضحة في ابلاغ سورية ان "من الأفضل لها ان تفعل شيئاً" لوقف العمليات من الجنوباللبناني لأن لبنان واقع تحت "سيطرة سورية". لم يتطرق وارن كريستوفر الى منطقة الخليج أو الى السياسة نحو العراق، شأنه شأن كيسنجر واولبرايت، لكنه شدد على ان "المصلحة الوطنية الاميركية تتطلب الانخراط... وليس التنصل والابتعاد" عن المنطقة. وقال: "على المدى البعيد ليس في مصلحتنا الابتعاد". هنري كيسنجر جمهوري انتقد ادارة بيل كلينتون على تسرعها لاستكمال اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقال ان "ربط" كل الامور، من حق عودة اللاجئين الى السيادة على الحرم الشريف، برهن على انه الاسلوب الخاطئ بسبب عدم تمكن عرفات "واي قائد فلسطيني" من تلبية المطالب. وقال: "ان الاسلوب الجديد يجب ان تكون أهدافه محدودة بحيث تتم تسوية ما تمكن تسويته اليوم، والعودة الى ما تبقى، مثل حق العودة والسيادة على الأماكن المقدسة، في المرحلة النهائية من القرارات، هذا اذا وصلنا الى المرحلة النهائية". وقالت اولبرايت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ايهود باراك، هو الذي كان "وراء" الإسراع في انجاز حل، اذ انه رأى وجوب الدفع نحو حل". واعتبرت ان عملية اوسلو "فقدت زخمها" بسبب تأثرها بشخصية القيادة الاسرائيلية، من اسحق رابين الى بنيامين نتانياهو الى ايهود باراك. وزادت ان الحل سيأتي يوماً، واذا أتى فإنه "سيكون على أساس كامب ديفيد". واعتبرت ان الحل سيكون إما في "صفقة" أو في "جزء بجزء"، وان الوضع الراهن يسمح فقط بأسلوب "قطعة قطعة". ووافقت اولبرايت مع كريستوفر كلاهما ديموقراطي على انه ليس في الامكان تناول الملف العربي - الاسرائيلي من خلال الاتصالات الهاتفية عبر البحار. وتوقعت ان تضطر ادارة بوش للانخراط في نهاية المطاف، عاجلاً أم آجلاً.