غزا مستوطنون من مستوطنة «كريات أربع» في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أمس المسجد الأقصى في القدسالمحتلة، في خطوة تعكس خطورة ما يتعرض إليه الحرم القدسي الشريف على أيدي المستوطنين والمجموعات التي استولت على الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل وغيره من المقدسات الإسلامية. غير أن تدخلاً أردنياً أدى إلى وقف الاقتحامات، ومنها ما أطلق عليه المستوطنون «حجيج الشبيبة في جبل الهيكل» الذي دعوا إلى إقامته أمس في باحات المسجد احتفالاً بنزول التوراة. وقال مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب ل «الحياة» إن الجانب الأردني وجه رسالة تحذير شديدة إلى الجانب الإسرائيلي من مغبة السماح للمتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى، محذراً من أن ذلك سيؤثر في اتفاق السلام الموقع بين البلدين. وأضاف أن الجانب الإسرائيلي أوقف عشرات المستوطنين الذين قدموا في وقت لاحق من أجل الدخول إلى المسجد بعد التحذير الأردني. وأعلن مستوطنو «كريات أربع»، وهي مستوطنة متطرفة مقامة في مدينة الخليل، وخرج منها مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي باروخ غولدشتاين والتي راح ضحيتها 29 مواطناً كانوا يصلّون الفجر، عن تسيير أربع حافلات إلى المسجد الأقصى امس للمشاركة في «الحجيج». وتصدّر الحاخام المتطرف يسرائيل أرئيل مجموعة من مستوطني «كريات أربع» الذين اقتحموا المسجد صباحاً من باب المغاربة تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية التي رافقته أثناء تجوله والمجموعة المرافقة له في باحات المسجد. وجاء الاقتحام ضمن دعوة جماعية وجهتها جماعات يهودية تسمى «ائتلاف منظمات الهيكل» إلى الجمهور الإسرائيلي لدخول المسجد الأقصى يومي أمس وأول من أمس للاحتفال بنزول التوراة (الشفوعوت). وقوبل دخول المستوطنين إلى باحات المسجد بالتهليل والتكبير من المصلين المرابطين في المسجد. وعادت الشرطة الإسرائيلية لتغلق أبواب المسجد أمام المستوطنين عند العاشرة صباحاً بعد اتصالات أردنية - إسرائيلية. وكانت الجماعات اليهودية دعت الأطفال إلى القدوم إلى المسجد أمس في ما أطلقوا عليه اسم «حجيج الشبيبة اليهودية إلى جبل الهيكل». إلى ذلك، أعلن وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي أمس أن لجنة تقصي حقائق من «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو)، ستصل إلى القدس في العشرين من الشهر الجاري للتحقيق في الإجراءات التهويدية الجارية في مدينة القدس. وقال خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الوزارة في رام الله، إن الوفد سيمكث في القدس خمسة أيام يعود بعدها إلى مقر «يونيسكو» في باريس لتقديم تقرير شامل إلى المنظمة الدولية. واعتبر إيفاد لجنة دولية للتحقيق «خطوة مهمة»، مضيفاً: «هناك سياسة إسرائيلية ممنهجة للسيطرة والاستيلاء على المسجد الأقصى وساحاته وبواباته». وقال إن العملية بدأت من خلال دخول المستوطنين إلى باحات المسجد عبر برنامج السياحة، ثم بدأوا يطالبون بالصلاة فيها، والآن يطالبون بتقسيم المسجد. وحذر من مخطط استيطاني للاستيلاء على المسجد مماثل للمخطط الذي تم بموجبه الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقال إن الوزارة طلبت اجتماعاً عاجلاً لمجلس المندوبين في الجامعة العربية، وإن المجلس اجتمع الأحد الماضي، وأصدر مجموعة من القرارات المهمة، منها توجيه رسائل إلى وزراء خارجية دول العالم للتحرك لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها. وقال إن وزارته تعد ملفاً عما يحدث في القدسالمحتلة لتقديمه إلى الأممالمتحدة.