يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل لأول مرة منذ بدء المحادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في التاسع من مايو، حسب ما أعلن مسؤول فلسطيني بارز أمس . وأكد متحدث باسم السفارة الأمريكية أنه من المقرر أن يعود ميتشيل إلى المنطقة "خلال أيام" إلا أنه لم يحدد موعد وصوله ولم يكشف عن تفاصيل عن جدول أعمال أو لقاءات المبعوث الأمريكي. وكان ميتشيل غادر المنطقة قبل أسبوع بعد أن تمكن من الحصول على موافقة الطرفين على بدء محادثات "غير مباشرة" بوساطة أمريكية. وعشية وصول ميتشيل إلى المنطقة أعلنت مصادر إسرائيلية أن اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتنظيم والبناء في القدس ستناقش هذا الأسبوع مشاريع بناء استيطانية ضخمة في محيط حائط البراق (يسميه اليهود حائط المبكى) وفي عدة مواقع أخرى في البلدة القديمة في القدسالشرقية. ولم تنعقد اللجنة اللوائية منذ فترة طويلة لمناقشة هذه المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية وذلك بسبب ضغوط يمارسها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي بدوره نفى أن يكون قد طلب من اللجنة اللوائية عدم مناقشة مشاريع البناء الإسرائيلي في البلدة القديمة. ويشار إلى أن هذه المشاريع تتعلق بإقامة مبنى على موقع موقف السيارات قرب باب المغاربة، إحدى بوابات القدس القديمة، في سلوان وكذلك ترميم ساحة حائط البراق (وهو ملاصق للمسجد الأقصى) وإقامة سقف فوقها بالإضافة إلى إقامة مخفر للشرطة في المكان المعروف ب(بيت شتراوس). يذكر أن مصادر قالت إن ميتشيل سيقيم في المنطقة لعدة أيام وسيتنقل بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار الجولة الثانية من المحادثات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة. وجددت السلطات الإسرائيلية أمس أمر الإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه بحق رئيس لجنة القدس في التعبئة والتنظيم لحركة فتح حاتم عبد القادر لمدة ستة أشهر. وحقق جهاز الشاباك الإسرائيلي أمس مع عبد القادر. يذكر أن هذا الأمر العسكري الثاني الذي يبعد حاتم عن الأقصى، وكان الأول صدر في ديسمبر الماضي على خلفية المواجهات التي وقعت في الأقصى إلا أن عبد القادر كسر هذا الأمر في حينه ووجهت له لائحة اتهام في المحكمة. من جانبه رفض عبد القادر هذا الأمر واعتبره استفزازيا وغير قانوني ويشكل انتهاكا لحرية العبادة، محذرا من تبعاته في تصعيد انتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى. وفي هذا الإطار حذر الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن أعمال المستوطنين العدائية ستؤدي إلى نسف جهود المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وتعطيل عملية السلام. وقال القواسمي إن اعتداءات المستوطنين المدعومة من سلطات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم عمليات منظمة هدفها استدراج المنطقة إلى موجة من العنف تخدم حكومة اليمين المتطرف الحاكم بإسرائيل. واتهم القواسمي المستوطنين بتوتير الأجواء وتحويل الصراع إلى صراع ديني، مشيرا إلى فيلم بثته القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تضمن رؤية المستوطنين لعملية تدمير مفترضة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة بقصف من الطائرات الحربية والصواريخ.