رأى رئيس فريق المفتشين الدوليين السابق في العراق هانز بليكس ان الحرب على العراق ونتائجها تشكل شراً أكبر بالنسبة الى العراقيين والعالم مما كانت تمثله ديكتاتورية الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال بليكس في حديث نشرته صحيفة "جيلاندز - بوستن" الدنماركية "انه لأمر ايجابي ان لا يعود صدام حسين ونظامه موجودين، لكن عندما نقوم بالحسابات تبدو الانعكاسات السلبية للنزاع اكثر ثقلاً في ما يتعلق بعدد القتلى خلال الحرب والذين لا يزالون من الاميركيين والعراقيين، يموتون بسبب الارهاب الذي غذته الحرب". واضاف ان "صدقية الحكومات الغربية وسلطة الاممالمتحدة تأثرتا سلباً بهذا النزاع"، معتبراً انه "اذا كانت الحرب حررت العراقيين من صدام، فإن الثمن كان باهظا جدا"، ومشيرا الى "الارهاب الذي تلا الحرب". وتابع ان الرئيس الاميركي جورج بوش "اعلن ان هذه الحرب تشكل جزءا من حرب الاميركيين على الارهاب، لكن بدلا من ان تحد من هذه الظاهرة، انتجت مزيدا من الارهاب". ورأى ان الحرب على العراق ادت الى "مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الاوسط". من جهته، صرح الرئيس الحالي لفرق التفتيش تشارلز دولفر امس ان مهمته ما زالت تصطدم بخوف العراقيين من التحدث بوضوح عن هذه الاسلحة. وقال دولفر الذي عين في نهاية كانون الثاني يناير انه امضى الاسابيع الستة الاخيرة في العراق حيث ما زال الناس يخشون الكشف عن انفسهم بوضوح بعد عام من اطاحة نظام صدام حسين. واضاف خلال زيارة لاديلايد جنوباستراليا لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الكسندر دونر ان "العراقيين يخشون الكثير وهناك الكثير من المخاوف التي تهدد حياتهم". وقال دولفر ان مجموعة التفتيش التي يرأسها تأمل في انهاء مهمتها خلال أشهر. في هذا الوقت، اكد الرئيس السابق للمفتشين ديفيد كاي انه لم يخلص في تموز يوليو عام 2003 الى عدم امتلاك العراق اسلحة دمار شامل كما ذكرت مجلة "فانيتي فير"، وقال انه ظل يعمل على اربعة افتراضات حتى ذلك التاريخ وانه لم يخلص الا أواخر العام الماضي الى الرأي القائل بأن العراق على الارجح لم يمتلك مثل هذه الاسلحة. وقالت المجلة في تقرير خاص ان كاي نبّه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في تموز يوليو الماضي الى عدم وجود أسلحة دمار شامل بالعراق الا ان الامر استغرق أشهر عدة قبل ابلاغ الكونغرس والشعب الاميركي.