أعلن رئيس الإدارة الدولية لكوسوفو هاري هولكيري أن حوادث العنف الأخيرة في الاقليم فرضت اجراء تعديلات جوهرية على الخطط الاجتماعية والأمنية المتخذة للعلاقات الراهنة والمستقبلية بين السكان الألبان والصرب، وبشكل يمثل خطة جديدة قائمة على تجربة السنوات الخمس الماضية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها في بلغراد بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا وهو في طريقه إلى بروكسيل للتشاور مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في شأن الوضع في كوسوفو والاجراءات الدولية المدنية والأمنية لاستقراره. وأوضح أن 38 قاضياً دولياً يتولون التحقيق مع أكثر من 200 معتقل يشتبه بضلوعهم في أعمال العنف التي شهدها الاقليم قبل أسبوعين، لتثبيت القضايا التي ستتم محاكمتهم بموجبها. وبحسب تلفزيون بلغراد أمس، فإن كوشتونيتسا أبلغ هولكيري دعمه لاجراءاته الجديدة، موضحاً أن حكومته "ستتعاون مع كل الخطط والوسائل التي تتوخى الحفاظ على سلامة صرب كوسوفو وأمنهم وديارهم". وذكر التلفزيون أن الخطة المعدلة تقع في نحو مئة صفحة، وهي تضع في أولوياتها كشف المسؤولين عن أحداث العنف العرقية ومحاكمتهم، وارساء الاستقرار من خلال وضع حد لكل أشكال التطرف الذي يتعارض مع مهمة الأممالمتحدة في العراق. وتولي الخطة أهمية كبيرة لاستئناف الحوار بين حكومتي بغداد وكوسوفو المحلية ومواصلته، من أجل فتح صفحة جديدة من التفاهم والثقة لحل المشكلات العالقة بين الطرفين. وأضاف التلفزيون ان الخطة تؤكد وجوب عودة حوالى 200 ألف نازح غالبيتهم من الصرب، إلى ديارهم في كوسوفو والتي ارغموا على الرحيل عنها بعد وضع الاقليم تحت الاشراف الدولي الكامل في حزيران يونيو 1999 بناء على اتفاق وقف الغارات التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. كما تعطي للصرب مزيداً من الإدارة الذاتية في مناطق تجمعاتهم في كوسوفو، إضافة إلى أنها توفر وضعاً خاصاً محمياً للمباني والرموز الدينية الصربية الواقعة ضمن مناطق السكان الألبان. وستتم مراجعة الخطة منتصف العام المقبل وتقويم تطبيقها ووضع الاقتراحات المطلوبة لانجازها وصولاً إلى مرحلة تقرير المصير النهائي للاقليم التي سيتولاها مجلس الأمن بقرار خاص. ويذكر أن الألبان يتحفظون على الإدارة الذاتية للتجمعات الصربية خشية انعزالها عن مناطق الغالبية السكانية الألبانية، خصوصاً بعدما توافرت معلومات عن تقسيم كوسوفو إلى ثمانية كانتونات خمسة ألبانية وثلاثة صربية، وتأكيد مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان من حق الصرب في كوسوفو أن تكون لهم الحقوق نفسها التي يتمتع بها الألبان دستورياً في مقدونيا.