قررت شركة"لوك اويل"الروسية استثمار 400 مليون دولار للتنقيب عن النفط والغاز في مصر في السنوات المقبلة، سعياً للوصول بانتاجها الى 10 في المئة من اجمالي انتاج مصر، وتنمية اعمالها في منطقة امتياز غرب عش الملاحة في الغردقة حيث يبلغ انتاجها اليومي ما يقرب من 12 ألف برميل من النفط، تمثل اثنين في المئة من انتاج مصر من الخام الذي بلغ 607 الاف برميل يومياً في شباط فبراير الماضي، وكذلك المشاركة في منطقة امتياز ملحة في الصحراء الغربية. اعلن وزير النفط المصري سامح فهمي ان العلاقات المصرية الروسية في مجال صناعة النفط تشهد تحولاً تاريخياً من خلال الانتقال من مرحلة عقد اتفاقات للتنقيب عن النفط إلى التعاون الاستراتيجي الكامل في صناعة النفط والغاز والاستثمار المشترك والدراسات المتخصصة والدقيقة وتبادل المعلومات بالنسبة للرؤية المستقبلية لقطاع النفط في البلدين. وعقدت"لوك اويل"ندوة بمناسبة زيارة وفد روسي عالي المستوى الى مصر للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة لصناعة النفط في البلاد حضرها الوزير المفوض لروسيا في القاهرة الكسندر زخاروف ورئيس"لوك اويل"العالمية اندرية جوزيف ورئيس الشركة في مصر سيرغي نيكفوروف. وقال فهمي انه يوجد في مصر حالياً اكثر من 50 شركة عالمية للنفط والغاز تعمل في مجال انشطة البحث والاستكشاف باستثمارات تبلغ نحو بليوني دولار سنوياً، مشيراً الى ان تعزيز التعاون مع الشركات العالمية مثل"لوك اويل"يعطي دفعة قوية لتحقيق الخطط المستقبلية لقطاع النفط في مصر. ومن جانبه اشاد رئيس"لوك اويل"بالفرص الاستثمارية الجيدة المتاحة في مجالات النفط والغاز في مصر، معرباً عن امله ان تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون المشترك في مختلف مجالات صناعة النفط والغاز. وقال ان مصر تعد من اهم الدول الجاذبة للاستثمار في افريقيا في صناعة النفط والغاز لما تتمتع به من استقرار في السياسات وان الشركة تنقب عن النفط والغاز في منطقتي شمال شرقي جيسوم وغرب جيسوم من خلال المزايدة العالمية التي طرحتها مصر وضمت العديد من الشركات العالمية، لافتاً الى ان المزايدة كانت خطوة مهمة في سبيل زيادة استثمارات"لوك اويل"في مصر وان الشركة تأمل في احراز نجاح في اكتشاف حقول جديدة. وقالت مصادر معنية أن"لوك اويل"باتت منافساً جاداً للشركات الاميركية والبريطانية العملاقة في العديد من الاسواق النفطية في دول عدة من بينها مصر. وادى نجاح الشركة في الحصول على امتياز للتنقيب عن النفط واستخراجه من أحد الحقول في الغردقة الى التفكير في ضخ المزيد من الاستثمارات في سوق النفط المصرية مع شركات"بريتيش بتروليوم"و"رويال داتش/شل"و"آمكو". وقال رئيس ادارة الأبحاث في"لوك أويل"نيكولاي مانفيلوف إن الشركة ترى فرصاً مواتية في مجال النفط في السوق المصرية، نتيجة المنافسة الحرة والعمالة المدربة والاستقرار السياسي. وأوضح أن الشركة تعتزم تقديم عطاءات في مناقصات عدة تعلنها وزارة البترول في البلاد، مشيراً إلى أن السوق النفطية المصرية واعدة نظراً لتعدد الحقول النفطية والاستقرار، إضافة الى الموقع الجغرافي المتميز لمصر وقربها من الأسواق المستهلكة للنفط. وقال مانفيلوف إن"لوك أويل"تدرس حالياً إمكان الدخول في العديد من الأسواق النفطية الأخرى في ضوء المنافسة الحالية من جانب الشركات الاميركية والبريطانية، مشيراً إلى أن تلك الأسواق تشمل الجزائر وليبيا وأوزبكستان وإيران والبرازيل وتركمانستان ونيجيريا والسودان وفنزويلا. وأضاف أن الاستراتيجية التي تحكم عمل شركات النفط الروسية تركز على زيادة الانتاج النفطي والاحتياط وزيادة الانفاق على عمليات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي. وزاد أن مستوى المخاطرة في سوق النفط المصرية ضئيل مقارنة بأسواق عدد كبير من الدول المجاورة، مشيراً الى أن الأهداف الاستراتيجية للشركة تتضمن زيادة الاحتياط النفطي في الحقول التي حصلت على امتيازاتها وإطالة فترات استغلالها. وتخطط لزيادة انتاج النفط الى 2.2 مليون برميل يومياً بحلول سنة 2013 من 1.6 مليون برميل حالياً، وتسعى الى ان يمثل الشرق الاوسط وشمال افريقيا نحو ربع الانتاج الخارجي بحلول سنة 2013. وحصلت"لوك أويل" على موطىء قدم في السعودية في وقت سابق من السنة الجارية من خلال مشروع غاز وقالت انها ستقترض 215 مليون دولار لتمويل الاستكشاف في المنطقة. وفي العراق تسعى الشركة الى احياء عقد قيمته 3.7 بليون دولار لحقل غرب القرنة. وقالت الشركة ستدخل مفاوضات بمجرد تنصيب حكومة جديدة.