بدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس زيارة الى المغرب، ينظر اليها على انها ستكون حاسمة في اتجاه تسريع عقد القمة العربية. وقالت المصادر ان جولة أولى من المحادثات في الدار البيضاء بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير عبدالله، بحثت في تنسيق جهود البلدين لاحتواء تداعيات تأجيل القمة ودرس الأوضاع في الشرق الأوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكدت المصادر ان الأمير عبدالله سيواصل زيارته الى المغرب بعد انتهاء المحادثات الرسمية. وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل صرح بأن القمة المؤجلة "ستعقد بلا شك لأن هناك اجماعاً وقراراً بذلك". من جهة أخرى، وصل الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الى تونس بعد ظهر أمس واجتمع مع وزير الخارجية حبيب بن يحيى الذي ما لبث ان اصطحبه للقاء الرئيس زين العابدين بن علي. وقال موسى ان اللقاء كان مهماً ولن البحث سيستكمل اليوم السبت. وينتقل موسى غداً الى المغرب لمتابعة البحث في ترتيب اتفاق وفاقي على مكان القمة العربية المعلقة وزمانها وجدول اعمالها، وتأتي زيارة موسى للمغرب لكون الأخير يرأس مجلس وزراء الخارجية العرب. وقلل مسؤولون مغاربة في غضون ذلك من أهمية خلاف حصل في اجتماعات تونس بين وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى والأمين العام موسى. ونقل عن بن عيسى قوله أنها "كانت خلافات اجرائية لا علاقة لها بالجوهر، وزيارة موسى مناسبة للبحث في اجراءات تسريع عقد القمة". وكان المغرب طالب بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لكن من غير تحديد مكان انعقاده، ما يفسح في المجال امام استضافته في القاهرة دولة مقر الجامعة العربية. ومن جهته قال وزير الاتصال الإعلام المغربي نبيل بن عبدالله، ان المغرب متمسك بعقد القمة العربية المقبلة برئاسة تونس. وقال ان بلاده ترى ان الظروف الراهنة "تحتم عقد القمة في أقرب وقت ممكن برئاسة تونس. إلا في حال كان هناك تخل من تونس عن هذه الرغبة". وأضاف ان بلاده تواصل مساعيها في هذا النطاق وانها ترى ضرورات ادخال اصلاحات على عمل الجامعة العربية. وفي تونس اعتبر وزير الداخلية التونسي الدكتور الهادي مهني ان مكان عقد القمة العربية مهم وأن "تونس لديها الأولوية" لاستضافتها. لكنه أكد ان "الأهم من المكان هو المضمون". وشدد في مؤتمر صحافي عقده أمس على أن الرؤساء والملوك "سيقسمون ويوقعون على وثيقة "العهد" ما يقتضي ان تتضمن التزاماً بحرية المرأة والديموقراطية وحقوق الانسان"، ورأى ان الوثيقة "ينبغي أن تفتح آفاقاً جديدة للأجيال الصاعدة". وأوضح ان تونس كانت جادة في استضافة القمة، واستدل بالاجراءات الأمنية التي اتخذت لحماية رؤساء الدول الذين كانوا سيشاركون في القمة والترتيبات اللوجستية التي رافقتها. الى ذلك، قالت مصادر القاهرة امس ان الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس السوري بشار الاسد سيزوران مصر غداً الاحد للقاء مبارك ومناقشة مسألة القمة.