يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الثلثاء المقبل نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، الذي يقوم بزيارة لباريس تقول مصادر فرنسية انها مهمة لانها تعيد الحوار الغائب منذ مدة بين البلدين. وكان من المفترض ان يقوم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بزيارة لفرنسا في اطار جولة اوروبية، لوضع المسؤولين الاوروبيين في صورة نتائج القمة العربية التي اجلت وأدى ارجاؤها الى الغاء الشرع زيارته. وتأتي زيارة خدام لباريس في ظل اوضاع مقلقة مخيمة على المنطقة سواء بالنسبة الى العراق او بالنسبة الى مسيرة السلام وتدهور الوضع الفلسطيني، وايضاً في ظل ضغوط شديدة تمارسها الولاياتالمتحدة على سورية ودول الشرق الاوسط عموماً، لتطبيق مشروع الاصلاح الاميركي المعروف ب"الشرق الاوسط الكبير". وتوقعت المصادر الفرنسية المطلعة ان يتناول شيراك مع خدام موضوع اتفاقية الشراكة الاوروبية السورية الذي لم يتقدم حتى الآن بسبب موقف بريطاني تؤيده فرنسا والمانيا، ويلزم سورية بالموافقة على بند الاتفاقية المتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وفقاً للنص الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على الدول التي توقع على الشراكة معه. وذكرت المصادر ان الجانب الفرنسي لا يفهم رفض سورية لهذا البند، خصوصاً ان نصه ليس بعيداً عن النص الذي كانت سورية مستعدة لقبوله. وقالت ان الموضوع اللبناني لن يغيب عن المحادثات مع خدام وايضاً الضغوط الاميركية على سورية. وعلمت "الحياة" من مصدر فرنسي ان لدى فرنسا معلومات تفيد بأن الولاياتالمتحدة تنوي الاستمرار في الضغط على سورية عبر عدد من العقوبات التي ستُعلن عنها الادارة الاميركية في الاسابيع المقبلة، وستكون مرفقة بمطالب تدعو الى عقد انتخابات حرة في لبنان وانسحاب القوات السورية منه. ورأى المصدر ان الموقف الاميركي تطور لأن الولاياتالمتحدة لم تكن مهتمة بلبنان، بل ان الابقاء على الوضع القائم فيه كان مطمئناً لها وكانت تبدي قلقها على مصير لبنان اذا انسحبت القوات السورية منه. وقال انه خلال مدة طويلة لم يكن الجانب الاميركي مهتماً بتغيير الاوضاع في لبنان، واكتفى بتركيز الضغط على سورية لحملها على ضبط الوضع على الحدود السورية العراقية وضبط المنظمات الفلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وضبط "حزب الله". اضاف ان الادارة الاميركية التي حصلت على بعض النتائج عبر هذه الضغوط ادركت انها اذا ارادت الحصول على قدر اكبر من النتائج فعليها الضغط على "الزر المؤلم لسورية وهو الزر اللبناني". وتابع ان فرنسا تولي اولوية للبنان وانه اذا كانت الولاياتالمتحدة تريد الضغط على سورية من اجل حرية القرار اللبناني وحرية الانتخابات، فإن هذا يسهّل مهمة فرنسا رغم الاختلاف في الاولويات الفرنسية والاميركية ازاء لبنان. وتوقع المصدر ان يناقش شيراك وخدام موضوع العراق الذي لم يتغير الموقف الفرنسي منه، وان ما قاله الرئيس الفرنسي للسيناتور الاميركي عندما استقبله في 2 كانون الاول ديسمبر الماضي انه لا يعارض توسيع دعم حلف شمال الاطلسي، عبر اضافة وحدة اسبانية الى الوحدة البولندية في العراق. ومضى يقول ان شيراك اكد ان موضوع ارسال قوات بقيادة الاطلسي الى العراق يمثّل مشكلة حقيقية لان فرنسا ترفض ان يتم ذلك قبل 30 حزيران يونيو المقبل وانشاء حكومة عراقية سيدة، ووفقاً لتكليف من الاممالمتحدة. ويجري شيراك سلسلة لقاءات عربية خلال الشهر الحالي تشمل الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورئيس الحكومة الليبي شكري غانم. الى ذلك يعقد شيراك اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الاميركي جورج بوش في 5 حزيران يونيو المقبل قبيل بداية الاحتفالات بذكرى الإنزال في نورمندي.