أبدت الحكومة الأميركية تقديرها لعرض سعودي ببناء مشروعين ضخمين جديدين متكاملين في أميركا لتكرير النفط وتسويق المشتقات بطاقة انتاجية اجمالية تصل الى مليون برميل يومياً. وأطلقت السعودية مبادرتها الجديدة في واشنطن للمساهمة في حل مشكلة الاختناقات التي تعانيها السوق الأميركية في امدادات الوقود وتعتبر أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار البنزين في الآونة الأخيرة. ويعود تاريخ تشييد أحدث مصافي التكرير العاملة في الولاياتالمتحدة الى عام 1972. اقترح وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي بناء مصفاتين لتكرير النفط تبلغ الطاقة الانتاجية لكل منهما 500 ألف برميل يومياً علاوة على التسهيلات اللازمة لتسويق المشتقات. وشدد في احدى ندوات مؤتمر نظمه"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"في واشنطن أول من أمس تحت عنوان"العلاقات الأميركية - السعودية وأمن الطاقة العالمي"على أن الهدف من الاقتراح هو المساهمة في حل بعض الاختناقات التي تعانيها السوق الأميركية في امدادات البنزين. ولفت النعيمي الى تقديرات غير رسمية تشير الى أن رسوم استصدار التراخيص اللازمة لتشييد مصفاة لتكرير النفط في الولاياتالمتحدة قد تراوح بين 70 و100 مليون دولار. وعلى رغم اعرابه عن الدهشة لهذا المستوى المرتفع من الكلفة الا أنه أكد بأن بلاده"ستبذل قصارى جهدها لتطبيق اقتراحها الذي من شأنه أن يضاعف طاقات التكرير التي تملكها السعودية بشكل مباشر أو عبر شراكات في السوق الأميركية". وتنشط السعودية في سوق التكرير الأميركية منذ نهاية السبعينات وتشترك"آرامكو السعودية"عبر شركتها الفرعية الشركة السعودية للتكرير مع شركة"شل أويل"، الذراع الأميركية لمجموعة"رويال داتش /شل"، في ملكية شركة"موتيفا انتربرايزز"التي تملك أربع مصاف لتكرير النفط تُقدر طاقتها الاجمالية بنحو 900 ألف برميل يومياً وتضم شبكتها التسويقية 50 مركزاً للشحن والتوزيع و 13 ألف محطة وقود منتشرة في 26 ولاية من الولايات الأميركية ال50. وجاءت المبادرة السعودية دفاعاً عن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك التي حُملت وزر ارتفاع أسعار البنزين، خصوصاً منذ قرار خفض الانتاج الذي اتخذته في بداية الشهر الجاري واعتبره الرئيس الأميركي جورج بوش في حينها"مخيباً للأمل". وأوضح النعيمي أن مشكلة الأسعار الأميركية نجمت عن نقص ليس في امدادات النفط الخام بل في طاقات التكرير وقال ان"زيادة انتاج أوبك لن تترجم بالضرورة الى توافر كميات أكبر من البنزين للمستهلك الأميركي". ورحب نائب وزير الطاقة الأميركي كايل ماكسلارو بالاقتراح السعودي مشيراً الى"أن صناعة التكرير الأميركية لا تملك طاقات احتياط لمواجهة أوضاع طارئة"وان اعترف"بصعوبة الحصول على التراخيص اللازمة لبناء مصافي تكرير جديدة في الولاياتالمتحدة". وأرجع الارتفاع الحالي في أسعار البنزين الى ارتفاع أسعار النفط الخام. وقال ماكسلارو، الذي حضر المؤتمر بالانابة عن وزير الطاقة الأميركي سبنسر ابراهام،"نقدر هذا العرض اذ أننا حقيقة لا نملك طاقات احتياط لمواجهة الحالات الطارئة".