مع اقتراب موعد اجراء الاستفتاء في صفوف حزب "ليكود" الاسرائيلي الحاكم على "خطة الفصل" التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، اشتدت المنافسة بين معسكري المؤيدين والمعارضين لهذه الخطة مع تآكل حجم التأييد لها، فيما كشفت محافل سياسية اسرائيلية ان شارون بصدد الاعلان ان نتائج الاستفتاء بمثابة التصويت على الثقة بزعامته، واضعا مستقبله السياسي في كفة الميزان. اعلن قياديون في حزب "ليكود" ان رئيس الوزراء ارييل شارون قرر "وضع مستقبله السياسي في كفة الميزان" في اطار الحرب المستعرة بين معسكري المؤيدين والمعارضين للخطة والتي يحاول الطرفان توظيف كل امكاناتهما لحسمها. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية نقلا عن هؤلاء قولهم ان شارون الذي عمد الى اجراء اتصالات شخصية مع الزعماء المعارضين لخطته "فك الارتباط" اكد ان "التصويت ضد هذه الخطة هو تصويت ضد قيادة ليكود، وهو تصويت ضدي بكل معنى الكلمة". واشارت الى ان معسكر المعارضة داخل ليكود ينوي ارسال عريضة يطالب فيها شارون بعدم الاستقالة اذا ما سقطت خطته في الاستفتاء. وقالت مصادر في مكتب شارون ان شارون يدرس احتمال الاعلان ان نتائج الاستفتاء هي بمثابة التصويت على الثقة لزعامته. وفي محاولة منه لحشد التأييد عشية الاستفتاء، اعلن شارون ان خطة "خريطة الطريق" التي كان تعهد امام بوش بتطبيقها "ماتت". وجدد شارون في تصريحات تهديداته ضد الرئيس الفلسطيني، مؤكداً أنه "لا يتمتع بأي حصانة". وفي هذا الصدد، كتب زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" ان محاولات اغتيال عرفات لم تتوقف بعد حصار بيروت عام 1982. وقال ان احدى المحاولات وقعت اثناء خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت، مشيرا الى وجود صور تثبت ان عرفات كان على مرمى الهدف عندما كان يصعد الى السفينة. وفي مرة ثانية، استهدفت طائرة مدنية فوق المتوسط كان عرفات على متنها، لكن الضابط الاسرائيلي رفض اصدار الامر بقتله، موضحا في وقت لاحق لاصدقائه انه شك بعدم وجود قرار من رئيس الوزراء في حينه مناحيم بيغن، وان القرار صدر عن شارون. وفي مرة ثالثة، تلقت الاستخبارات الاسرائيلية معلومات بان عرفات موجود على متن طائرة مدنية تقل 20 مقاتلا فلسطينيا مصابين جراء الحرب نقلوا الى اليونان لتلقي العلاج. وصدرت اوامر لسلاح الجو الاسرائيلي باسقاط الطائرة. لكن رئيس سلاح الجو في حينه دافيد عفري كانت له شكوك في مدى صدقية المعلومات الاستخبارية، وفعلا لم يكن عرفات على متن الطائرة بل شقيقه فتحي. في المعسكر المقابل والمعارض ل"خطة الفصل"، اعتبرت مصادر اسرائيلية ان هذا المعسكر حقق "نجاحا كبيرا" مساء الثلثاء بعد ان حشد نحو 70 الف مستوطن واسرائيلي في مهرجان احتجاجي ضد الخطة في مستوطنات "غوش قطيف" المقامة جنوب القطاع. وسربت معلومات الى وسائل الاعلام الاسرائيلية مفادها ان شارون "يخفي" خطة لانسحاب واسع من الضفة يشمل اخلاء عشرات المستوطنات بدلاً من اربع مستوطنات نائية فقط اعلن عنها في الخطة. وأشارت الانباء الى ان شارون ينتظر نتائج الاستفتاء لاعلان هذه الخطة. بدء خطوات الانسحاب من غزة وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الحكومة الاسرائيلية شرعت باتخاذ خطوات عملية للانسحاب من قطاع غزة، بما فيها البدء باخراج العمال الاجانب خصوصاً التايلانديين والبلغاريين من المستوطنات في قطاع غزة، فيما صدرت أوامر حظر فيها على المستوطنين القيام بأي اعمال بناء او تطوير او زراعة في هذه المستوطنات وتم تصوير المزارع للتأكد من عدم خرق المستوطنين هذه الاوامر. خندق على طول الحدود مع مصر الى ذلك، تعكف السلطات الاسرائيلية على نشر اعلانات عطاءات لشركات المقاولة الاسرائيلية لحفر خندق على طول الحدود الفلسطينية - المصرية في القطاع ليشكل، حسب المصادر الاسرائيلية، حاجزا اضافيا يعيق عمليات تهريب الاسلحة، وحاجزا ثانيا ل"الجدار الفاصل" الذي اقامته قوات الاحتلال على امتداد اربعة كيلومترات في رفح جنوب القطاع بعد ان دمرت مئات المنازل في هذه المنطقة. واشارت مصادر اسرائيلية الى تخوف في اوساط الاجهزة العسكرية الاسرائيلية من ان يتحول هذا المقطع الحدودي بعد الانسحاب الى "صيغة غزية" لمزارع شبعا اللبنانية بحيث تتعرض لهجمات متواصلة من الفلسطينيين.