زينت جدران البهو الرئيس في مقر دار مزاد "سوذبيز" اللندنية بلوحات نادرة وملأت خزاناتها بأوان فخارية وخناجر فضة من عصور إسلامية عدة استعداداً لأسبوع الفن الإسلامي المقبل. ويستعد العاملون في "سوذبيز" لاستقبال جامعي القطع الفنية الإسلامية والفارسية يوم الثلثاء المقبل، إذ يقام مزاد لبيع مجموعة "أمانة بركلي" التي تحوي 168 قطعة فنية وتقدر قيمتها بين 3 و5 ملايين جنيه إسترليني. وقال خبير "سوذبيز" بالفن الإسلامي إدوارد غيبز ل"الحياة": "من النادر جداً أن تباع مجموعة متكاملة مثل هذه. وجدنا اقبالاً ملحوظاً على هذا المزاد". وعلى رغم أن صاحب المجموعة لا يرغب بالكشف عن هويته، إلا أن المجموعة نفسها معروفة في الأوساط الفنية خصوصاً بعدما شاركت في معارض عالمية عدة أشهرها معرض في جنيف عام 1985 تحت عنوان "كنوز الإسلام"، وعرض "الرسم الفارسي الملكي" الذي تجول في نيويورك ولوس انجليس ولندن عامي 1998-1999. وأضاف غيبز أن المزايدة على قطع من هذه المجموعة تجذب هواة الفن الذين يريدون المشاركة في تاريخ المجموعة التي جمعت منذ ستينات القرن الماضي ومن مختلف الدول. ومن أبرز القطع المعروضة، للبيع لوحة للإمبراطور الفارسي فاتح علي شاه يعود تاريخها إلى عام 1805. ووصفها غيبز بأنها من "أفخم اللوحات في ذلك الزمن، إذ استخدمت أداة دعاية للشاه وسياساته". وتظهر اللوحة الحاكم في أرقى ملابسه محاطاً بالحجارة الثمينة وجالساً شامخاً "ليبرز قوة الشاه وعظمته"، بحسب غيبز. وهذه المرة الأولى التي تظهر لوحة بهذا الحجم 115 سنتمتراً طولاً و203 عرضاً والجمال لفاتح علي شاه منذ 14 عاماً. ويقدر ثمن اللوحة بين 500 و800 ألف جنيه إسترليني وتعتبر كنزاً لمن يحصل عليها، اذ توجد 4 لوحات مشابهة لها فقط في متاحف غربية. ومن القطع الأخرى البارزة، صورة زيتية بعنوان "فتاة بشال أبيض" تتميز بجمال عيني الفتاة التي تنظر مباشرة بشيء من الخجل لمن يقف أمامها. وعلق غيبز بأن هذه الفتاة "أصبحت أيقونة للعهد القجري في إيران وسحر نسائها الجميلات". ويقدر ثمن اللوحة بين 200 و300 ألف جنيه إسترليني. وأوضح غيبز أن صاحب المجموعة اعتمد على خصال الجمال والجودة العالية والأصل الموثوق، ما جعل الكثير منها "كلاسيكية نادرة". وهذا يجعل جميع القطع مرغوباً بها لهاوي القطع الفنية والتاريخية. ولفت إلى أن السجاد واللوحات القماشية المعروضة غنية أيضاً. ويأتي بيع هذه المجموعة في وقت مناسب لأن "سوق الفن الإسلامي قوي جداً حالياً. ولمن يريد الاستثمار بالقطع الفنية الإسلامية لديه خيار شراء جزء من هذه المجموعة أو حضور مزاد "سوذبيز" يوم الأربعاء المقبل". ويركز هذا المزاد على العالم الإسلامي أجمعه بدلاً من الفن الفارسي، ويتوقع أن يتراوح مجموع المبيعات بين 4 و6 ملايين جنيه إسترليني. ومن أجمل هذه القطع صفحة قرآنية على الرق نادرة جداً يعود تاريخها إلى القرن الثامن ميلادي وتقدر قيمتها بين 40 و60 ألف جنيه إسترليني. وشدد غيبز على أن "أهم القطع في مزاد يوم الأربعاء آنية خزفية فاطمية يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الميلادي. وهذه الجرة هي فريدة من نوعها إذ ما زالت سليمة بعد 1000 عام من صنعها". وعلق غيبز أن "هذه القطعة تثبت مهارة الحرفيين في العالم الإسلامي".