انتقد الرئيس حسني مبارك موقف الرئيس جورج بوش من "خطة الفصل" التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للانسحاب من غزة. ودعا الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية إلى وضع أطر زمنية واضحة لتنفيذ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني التزاماتهما في كل من المراحل الثلاث ل"خريطة الطريق". وأكد في كلمة أمس لمناسبة ذكرى تحرير سيناء أن إعادة الحقوق الكاملة إلى أصحابها "هي الأساس الصلب الذي يمكن أن يُبنى عليه سلام صحيح يقوى على الصمود". واعتبر أن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التي مر عليها 25 عاماً "فتحت طريقاً صحيحاً لبناء سلام في المنطقة على أسس الشرعية الدولية". ولم يُسم مبارك بوش، وهو بعث له أمس برسالة عاجلة قال وزير الخارجية أحمد ماهر إنها تتعلق ب"خطورة التهديدات الإسرائيلية ضد عرفات". واستغرب في كلمته "ضمانات تتصل بقضية الحل النهائي يترتب عليها هدر حقوق طرف على حساب طرف آخر وتغيير في أسس رئيسية من أسس التسوية". وأكد مبارك إلتزام مصر "تحرير كل الأراضي العربية المحتلة منذ العام 1967 في فلسطين والجولان وما تبقى من أرض لبنان، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأولها إقامة دولته المستقلة". وقال: "على رغم اقتناعنا بأن نجاح أي انسحاب سيظل رهناً بالتنسيق الوثيق والتفاوض المباشر مع السلطة الفلسطينية، فإن الإنسحاب في حد ذاته خطوة نرحّب بها، خصوصاً أن خطة الانسحاب تأتي في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي يلتزم فيها الفلسطينيون، وبمساعدة المجتمع الدولي، بذل أقصى جهد في مجال الإصلاح، خصوصاً الإصلاح الأمني الهادف لخفض العنف، في مقابل إلتزام إسرائيل تفكيك المستوطنات القائمة وعدم إقامة أي مستوطنات جديدة". وتابع: "إلا أن ما يثير الجدل حول هذا الانسحاب، هو ما ارتبط به من ضمانات تتصل بقضايا الحل النهائي، ويترتب عليها إهدار لحقوق طرف على حساب طرف آخر، وتغيير في أسس رئيسية من أسس التسوية، أولها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وفي مقدمها كامل الأراضي الفلسطينية، حتى حدود 1967، وثانيها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم، وهما مسألتان جوهريتان، لا تتعلقان فقط بالقضية الفلسطينية، وإنما تمسان في الصميم جوهر عملية السلام وإمكانات نجاحها". وأضاف: "إذا كانت هذه الضمانات تتناقض مع أحكام قرارات مجلس الأمن 242 و338 و425 وقرار الجمعية العامة الرقم 194 ومبدأ الأرض مقابل السلام، فإنها تشكل تجاهلاً واضحاً للمبادئ الرئيسية التي قامت عليها المبادرة العربية للسلام التي اعتمدناها في قمة بيروت عام 2002 وتتضمن الانسحاب لحدود 1967 والتوصل لتسوية مرضية للطرفين لمشكلة اللاجئين، ضمن الأسس الرئيسية لإنهاء الصراع، ولدخول كل الدول العربية في علاقات سلام وتعاون طبيعية مع إسرائيل". ودعا المجتمع الدولي خصوصاً الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع اللجنة الرباعية إلى "وضع أطر زمنية واضحة لتنفيذ الطرفين لإلتزاماتهما المتبادلة في كل مرحلة من المراحل الثلاث لخريطة الطريق، على نحو متدرج ومتوازن، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية، في إطار يضمن عدم المس بأي من قضايا الحل النهائي لحين بدء التفاوض عليها في المرحلة الثالثة من خريطة الطريق، من دون محاولة فرض حلول من الخارج على طرف أو آخر". "الوضع العراقي مأسوي" ووصف مبارك في كلمته الأوضاع في العراق بأنها "مأسوية"، مؤكداً أن الاحتلال تم "من دون مبرر أو سند شرعي"، وتحدث عن عدم قدرة قوات الاحتلال على ضمان الأمن والاستقرار للشعب العراقي، وعجزها عن ضمان وحدة أراضيه ووحدته الطائفية والعرقية. وشدد على ضرورة نقل السلطة الفعلية للشعب العراقي نهاية حزيران يونيو من العام الجاري، وعلى ضرورة إقرار الأمن والنظام، والحفاظ على الهوية العربية للشعب العراقي، في إطار يراعي تنوعه العرقي والطائفي، ويضمن حصوله على حاجاته الإنسانية الرئيسية، مؤكداً إلتزام مصر "دعم الجهود المبذولة لإعادة إعمار العراق، ومساندة التوجه الجديد للشعب العراقي والمجتمع الدولي نحو إعطاء الأممالمتحدة دوراً متزايداً، يوفر للمجتمع الدولي الإطار الشرعي اللازم للمشاركة في إعادة الاستقرار والأمن".