حذّر خبراء عراقيون في شؤون البيئة من تجاوز معدلات التلوث في بغداد والناجم عن عوادم السيارات، المعدلات في العالم الصناعي. وأكدوا ان المشكلات التي تعانيها البيئة في العراق راهناً، بما فيها التلوث الجوي، تترك آثاراً عميقة في صحة الانسان وطريقة عيشه. وأكدت ندوة علمية أقامتها "منظمة المتطوعين الانسانية للسلام الأخضر العراقية"، وبالتعاون مع منظمتين إنسانيتين غير حكوميتين، أن البيئة العراقية منهكة لأنها تعاني الكثير من الخراب وعدم الاهتمام. وفي تصريح الى "الحياة"، بيَّن قاسم يحيى علاوي، المدير العام للمنظمة ان تلوث الهواء بلغ معدلات مرتفعة جداً، وبات يشكل خطراً متزايداً على صحة المجتمع. وفي دراسة قدمها الى الندوة، اعلن الباحث هادي ناصر سعيد، الخبير الأقدم في المنظمة، ان التلوث في شوارع بغداد الرئيسة، وبخاصة خلال فترتي الذروة الصباحية والظهيرة، يفوق معدلات التلوث المسجلة في الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان. وعزا ذلك الى غياب مقاييس تخطيط الشوارع في العراق، ما يؤدي الى ازدحام عشوائي وكثيف، ينفث كميات كبيرة من الملوثات الى الجو، في فترة قياسية وفي مكان واحد. وأضاف أن ازدحام المرور في بغداد يؤدي الى تلوث التربة، اضافة الى اصناف المنتوجات الزراعية والحيوانية التي تباع مكشوفة في اكشاك عدة في شوارع بغداد. وتسبب هذه الامور حالات مرضية متعددة مثل فقر الدم وتأخر نمو الدماغ والجهاز الهضمي لدى الطفل، إضافة الى تأثيراتها السلببة في إدرار الحليب لدى المرأة. وأشار الى أن آخر إحصاء لعدد وسائط النقل في العراق أجري عام 1971 وأظهر وجود 9 ملايين و232 ألف مركبة. والارجح أن هذا الرقم تضاعف مرتين حالياً فيما ظلت الشوارع على حالها. ويُعتَقَد ان المعدل الطبيعي لمرور السيارات في شوارع بغداد يصل الى الى 7028 مركبة في الساعة، أي ما يزيد عن 112 مركبة في الدقيقة الواحدة. إلا أن شدة الازدحام المروري راهناً جعلت معدل مرور السيارات خلال ساعة واحدة يفوق 20 ألف سيارة، أي 330 سيارة في الدقيقة. ولفت الى أن هذه الارقام تشير الى الحال الصعبة التي تعانيها حركة المرور في بغداد والتي تجعل السيارات شبه متوقفة، فيما محركاتها تعمل وتقذف غازاتها الملوثة في فترة زمنية قصيرة. وأشار كاظم جواد كاظم رئيس "منظمة عشتار الانسانية" الى أهمية التوعية الاعلامية بسلامة المرور وعلاقته بالبيئة، بما في ذلك مسألة السائقين الذين لا يملكون رخص قيادة.