أجرى وزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن أمس محادثات حول الاقتصاد العالمي، وسط مؤشرات على استمرار انتعاش الاقتصاد العالمي لكن من دون توازن في النمو. وبحث الوزراء في الاجتماع، الذي عقد على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، في امكانات تحقيق استمرار النمو العالمي مع التأكيد على المخاطر التي يواجهها هذا الانتعاش بسبب ارتفاع اسعار النفط والعجوزات. وقالت مسودة البيان الختامي ان الوزراء يرون ان هناك اساساً راسخاً لنمو اقتصادي عالمي طويل، لافتة الى انه"ما زال التضخم منخفضاً ومعدلات التوظيف في زيادة والثقة في تحسن. وهذا اساس سليم لنمو عالمي طويل. غير انه ما زالت هناك تحديات... فلا بديل لتقوية النمو سوى اجراء اصلاحات اضافية داعمة للنمو". وعلى صعيد الصرف الاجنبي كررت مجموعة السبع تحذيراً تبنته في اجتماعها في فلوريدا في شباط فبراير من ان"التقلبات الزائدة والتحركات المبالغ فيها"غير مواتية للنمو. وأكدت مجدداً أن أسعار الصرف يجب ان تعكس الاسس الاقتصادية، وحضت على مزيد من المرونة في الاقتصادات الكبرى التي تفتقر الى المرونة. وزادت ان مجموعة الدول السبع ستستمر في مراقبة اسواق الصرف الاجنبي عن كثب وستتعاون حسب الحاجة. وبدأت في واشنطن بعد ظهر أمس عقب اجتماع وزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة الدول السبع الاجتماعات الفصلية لصندوق النقد والبنك الدولي وتستمر اليوم ويشارك فيها وزراء المال وحكام المصارف المركزية من الدول الاعضاء في المؤسستين الدوليتين. وتركز الاجتماعات على زيادة معدلات الفائدة المتوقعة في الولايات واسعار النفط المرتفعة واحتمال نمو مفرط في الصين والعجز في الموازنات وخفض ديون العراق. وتوقع التقرير نصف السنوي لصندوق النقد الدولي ان تبلغ نسبة نمو الاقتصاد العالمي هذه السنة 4.6 في المئة مقابل تقديرات سابقة بأن يبلغ النمو اربعة في المئة. لكن التقرير حذر من عدم توازن النمو، مشيراً الى أن النمو مرتفع في الولاياتالمتحدة بينما تشهد اليابان انتعاشاً بعد ازمة استمرت عقداً كاملاً لكنه هش في منطقة اليورو لأن الانتعاش ليس ثابتاً في هذه المنطقة التي توقع ان تبلغ نسبة النمو فيها 1.75 في المئة السنة الجارية. ويتوقع ان يعلن الصندوق اليوم تعيين الاقتصادي الاسباني رودريغو راتو في منصب المدير العام الجديد للصندوق عقب موافقة الدول النامية على تعيين راتو في المنصب، وسط انتقادات حادة للولايات المتحدة وأوروبا لفرضهما المرشح على بقية الدول الاعضاء في الصندوق. وتجمع عدد صغير من المتظاهرين في واشنطن أمس قرب مقري صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن احتجاجاً على سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين. واحتشدت الشرطة في مواقع عدة في أنحاء واشنطن خلال اليومين الماضيين، وحتى قبل الاجتماعات، تحسباً للمتظاهرين، إذ اتسمت الاحتجاجات السابقة المناهضة للعولمة في بعض الاحيان بالعنف. ويتوقع ان يكثف المتظاهرون مطالباتهم اليوم من الجهات المانحة للقروض بوقف تأييد المشاريع المدمرة اجتماعياً وبيئياً والغاء جميع ديون الدول الفقيرة.