شُغلت امس الأحزاب الستة التي كانت اعلنت عن مبادرة ائتلافية من جانب واحد للتعاون البلدي في بيروت مع رئيس الحكومة رفيق الحريري في ايجاد "الأسباب الموجبة" التي دفعتها الى الائتلاف في الانتخابات البلدية، محتفظة لنفسها بالصيغة العملية وكأنها "سرية للغاية"، على رغم ان ما تسرب منها، لا يتخطى كونه تكريس حصة في المقاعد البلدية كانت موجودة. ويعتقد متابعون بدقة للانتخابات البلدية في بيروت ان مبادرة الأحزاب تسببت لها بإحراج على اكثر من صعيد، عبّرت عنه اوساط الرئيس سليم الحص مؤكدة انه غير معني في تأليف اللوائح ولا في الترشح الى الانتخابات وبالتالي من غير الجائز ان ينوب عنه احد في التفاوض في امر لا يرغب فيه، بينما فضلت مصادر مقربة من النائب تمام سلام التريث حتى تتوضح له الصورة النهائية للمبادرة التي طرحتها الأحزاب التي اجتمعت أمس في مقر حزب الطاشناق، غابت عنه حركة "امل" لوجود ممثليها في اللقاء خارج بيروت. حتى ان مصادر حزبية لا تجد ما تقوله لدى سؤالها عن الأسباب التي ادت الى تصعيد موقفها قبل ان تعود الى الاعتدال وتعلن عن مبادرة اعتبرتها اوساط الحريري بأنها تصلح اساساً للتفاوض على رغم ان قضية تمثيل الكتائب في المجلس البلدي لا تزال عالقة لا بل مستعصية. وهنا تلفت المصادر الحزبية الى ان موضوع الكتائب لم يطرح من زاوية اما تكون او لا يكون هناك اتفاق، وتقول ان الأحزاب متضامنة مع بعضها بعضاً وهناك قوى وشخصيات تساعد في الوصول الى حلول وانها تعتقد ان جهودها ستؤدي الى حل عقدة التمثيل الكتائبي. وفي المقابل، تؤكد اوساط حزبية لم تشارك في لقاء الأحزاب الستة ان الحريري دفع بالأمور الى حافة الهاوية و لم يوافق على الصيغة العملية للائتلاف إلا بعد ان ايقن بأن موافقته لن تفتح الباب امام تقديم المزيد من التسهيلات اضافة الى انه امّن حصانة سياسية للائتلاف البلدي من جهة، وحافظ على علاقته بدمشق من جهة ثانية، لا بل مهد الطريق امام تواصله مع مسؤولين سوريين كان همهم باستمرار الحفاظ على التوازن في المجلس البلدي وإشراك العدد الأكبر من القوى والشخصيات فيه. على صعيد آخر تكثفت في اليومين الأخيرين، الاتصالات بين قوى داعمة للائحة التي يحاول تشكيلها عبدالحميد فاخوري وبين اعضاء من نواة لائحة تحالف حركة الشعب والحزب الشيوعي والتيار الوطني الحر. وفي هذا السياق، علمت "الحياة" ان اللقاء بدأ بمبادرة من القوى المؤيدة لفاخوري التي تمنت على مسؤولين في اللائحة الأخرى عدم الإسراع في الإعلان عنها بغية فتح الباب امام التفاوض للبحث في امكان دمج اللائحتين في لائحة واحدة تخوض المنافسة ضد لائحة ائتلاف الحريري والأحزاب. وقد استجاب هؤلاء لطلب الداعمين لفاخوري وعقد امس لقاء استكمالي للقاء الذي عقد اول من امس، وحضره من مؤيدي فاخوري فؤاد مخزومي، أمير حموي - ندوة العمل الوطني- سمير طرابلسي - المؤتمر الشعبي وعن تحالف واكيم والشيوعي سليم ياسين وآخرون. وبالعودة الى ردود الفعل قال الحص: "إن ما حصل امس من توافق بين رئيس الحكومة والأحزاب استباقاً للانتخابات البلدية في بيروت هو والحمد لله فوز مبين للديموقراطية. هكذا تعبّر بيروت عن إرادتها الحقيقية، بصفقة. ثم نسمع في المقابل بنواة لائحة تدّعي المعارضة، فإذا بها تعوّض في تكوينها المعلن ما فات لائحة التوافق من امتهان لتمثيل بيروت. نحن نحضّ الناس على ممارسة حقهم في الاقتراع، ولكن الخيارات المطروحة امامهم حتى اليوم ستحملهم حتماً على الاستنكاف". صولانج الجميل وأعلنت السيدة صولانج بشير الجميل تأييدها الكامل لمرشحي "التيار الوطني الحر" لعضوية المجلس البلدي في بيروت دون سواهم، منعاً لأي التباس "لأنني اعتبر تحالفنا في هذا الخط السياسي الجريء هو الترجمة الواضحة لمعارضة هذه السلطة".