اعلنت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة امس التوصل الى اتفاق لتخفيف حدة التوتر في مدينة الفلوجة يقضي بشكل خاص بتسيير دوريات مشتركة مع قوات الامن العراقية. وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف دان سينور ان الاتفاق مع القادة المحليين يتضمن ايضا العفو عن الاشخاص الذي يسلمون أسلحة ثقيلة، وافساح المجال للوصول الى المستشفيات، واتخاذ ترتيبات للتمكن من دفن القتلى. وكان وفد من الحزب الاسلامي العراقي توجه امس الى الفلوجة لمواصلة المشاورات بشأن "اتفاق شامل لوقف اطلاق النار" في المدينة بحسب عضو المكتب السياسي للحزب فؤاد الراوي الذي قال ان "وفداً من ممثلي الحزب برئاسة حاجم الحسني ومحمد فاضل السامرائي وعضو مجلس الحكم غازي عجيل الياور غادر بغداد اليوم في طريقه الى الفلوجة لاستكمال المفاوضات بين اعيان المدينة ومسؤولي التحالف". وأوضح ان "الغاية من المفاوضات هي الوصول الى اتفاق شامل لوقف اطلاق النار وعودة الحياة الى طبيعتها في المدينة". واضاف ان "العمل شاق والمهمة صعبة لكننا نعمل شيئاً فشيئاً من اجل عودة الامور الى مجراها الطبيعي". وأشار الى انه "تم الاتفاق السبت على فتح الجسر القديم الذي يربط المدينة بمستشفاها العام الكبير امام الناس وانسحاب المارينز الى مسافة 250 متراً عن الجسر واستبدالهم بجنود آخرين وانسحاب القناصة". وتابع ان الاتفاق يقضي ايضاً "بعودة عناصر من الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني الذين عاد بالفعل عدد منهم الى مراكزهم في المدينة استعدادا لتسلم الاسلحة الثقيلة والمشاركة في عملية حفظ الامن في المدينة". وقال ان "الاتفاق شمل ايضا تشكيل لجان لإدارة الأزمة في مجالات الصحة والاغاثة وغيرها من الأمور الخدمية فضلاً عن السماح بدخول الاطباء والمهندسين لكي يقوموا بعملهم من اجل عودة الحياة الطبيعية والعمل على استكمال الترتيبات من اجل عودة العوائل التي غادرت المدينة". وأكد الراوي ان "الحزب الاسلامي العراقي يرسل وبشكل يومي سيارات الاسعاف المحملة بالادوية والمستلزمات الطبية وتعود بالجرحى الذين يحتاجون العلاج في مستشفيات العاصمة بغداد". وأشار الى ان "المدينة تشهد هدوءاً وان الاطراف جميعها تتعاون في ما بينها من اجل عودة الحياة الى مجراها الطبيعي". تقنين وجبات المارينز وأحرق مسلحون امس شاحنة عسكرية اميركية على طريق سريع غرب بغداد بعدما فتحوا النار على اطاراتها فعطلوها ثم اضرموا النار فيها. وأدى تكرار الهجمات على القوافل الاميركية الى تقنين الحصص الغذائية لقوات مشاة البحرية في غرب العراق. وقال ناطق عسكري في الرمادي "بدأت كل معسكرات الفرقة الاولى لمشاة البحرية في تقنين الغذاء منذ الاحد" مضيفاً ان "بعض المعسكرات لا تقدم سوى وجبة ساخنة واحدة في اليوم في حين ما زالت اخرى تقدم وجبتين". وتكتفي القيادة العامة بتقديم وجبة افطار ووجبة غداء ساخنتين بعد ان تعرض خط الامدادات لعدة هجمات منذ بداية الهجوم على الفلوجة 50 كلم غرب بغداد قبل اسبوعين. وقال السرجنت دنيس رويز مسؤول المطعم في قاعدة الرمادي الرئيسية حيث يتمركز 1200 من مشاة البحرية "لا نريد استنفاد المؤن لان الغذاء لا يقل اهمية عن الحياة". واضاف "هذا لا يعني اننا نعاني من انقطاع المخزون الا اننا نريد ان تتمكن الشركات التي تتولى نقل الغذاء من الوصول الى هنا في امان". واوضح السرجنت رويز انه لم يتلق اي تموين غذائي الاسبوع الماضي. وقتل اربعة مدنيين عراقيين واصيب خامس امس في سقوط قذيفة هاون شمال العاصمة. وقال سكان قرية المقدادية ان القذائف اطلقت من قاعدة اميركية. وسقط صاروخ في ساحة السفارة السويدية في قلب بغداد امس لكن لم تقع خسائر في الارواح. وقالت وزارة الخارجية السويدية ان السفارة مغلقة منذ عام 1991 وانه لم يكن هناك سوى حارس عراقي. ولحقت بمجمع السفارة خسائر بسيطة ولكن مبنى السفارة الرئيسي لم يتضرر. آلاف الليبيين يتظاهرون في طرابلس تظاهر آلاف من الليبيين أمس احتجاجاً على العمليات العسكرية الأميركية في العراق، خصوصاً في مدينة الفلوجة غرب بغداد. واحتشد المتظاهرون، الذين قدر عددهم بخمسة آلاف شخص، أمام مقر بعثة الأممالمتحدة في العاصمة الليبية، مرددين "أين الحرية التي تنشرها أميركا في العراق؟" و"أميركا لم تنشر سوى القتل والدمار" في العراق. ودعا المتظاهرون الدول المتحالفة مع الولاياتالمتحدة الى سحب قواتها من العراق، وناشدوا الأممالمتحدة تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على السلام في هذا البلد. وهذه هي التظاهرة الثانية ضد الاميركيين منذ 11 نيسان ابريل في ليبيا التي بدأت في كانون الأول ديسمبر تقارباً مع الولاياتالمتحدة يطوي صفحة قطيعة بينهما منذ العام 1980 .