علمت "الحياة" ان القيادة الفلسطينية بصدد الغاء منصب رئيس الوزراء و"اعادة الامانة" الى الرئيس ياسر عرفات رداً على الانحياز الاميركي لاسرائيل. في الوقت نفسه، عقد مجلس الامن مشاورات مغلقة بناء على طلب مندوب الجزائر للبحث في اغتيال قائد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس عبد العزيز الرنتيسي، وتقرر عقد جلسة علنية ليلا. راجع ص 6 و7 واتفقت المجموعة العربية على مشروع قرار تنوي طرحه للتصويت رغم ان من المرجح ان يواجه فيتو اميركياً. وينطوي المشروع على مطالبة اسرائيل بوقف الاغتيالات والمطالبة ب"الوقف التام لجميع اعمال العنف، بما في ذلك العمليات الارهابية والهجمات العسكرية والاستفزاز والتدمير". كما يطالب ب"الكف عن جميع الاجراءات غير الشرعية واحترام القانون الدولي الانساني"، و"يصادق بالكامل" على "خريطة الطريق". وتواصل امس التنديد العربي والدولي باغتيال الرنتيسي والمسيرات الغاضبة الداعية الى "مواصلة المقاومة"، في وقت كشف قيادي في حركة "فتح" ل"الحياة" ان امين سر مرجعية الحركة المعتقل مروان البرغوثي طرح "مبادرة" تدعو الى وقف العمل المسلح انطلاقاً من قطاع غزة شرط انسحاب قوات الاحتلال منه بالكامل، وتوفير ممر آمن بين الضفة والقطاع، واطلاق الاسرى، مضيفاً ان المبادرة تأتي في سياق تعزيز الوحدة الوطنية ومنع الاقتتال الداخلي. وفي رام الله، أكد وزير الرياضة والشباب الفلسطيني صلاح التعمري ل"الحياة" ان القيادة الفلسطينية والحكومة برئاسة احمد قريع أبو علاء بصدد اتخاذ "اجراءات جذرية"، ملمحاً الى توجه قيد التبلور بالغاء منصب رئيس الوزراء الذي استحدث بناء على ضغوط دولية، و"اعادة الامانة" للرئيس عرفات. واشار الى متغيرات كثيرة ادخلت على النظام السياسي الفلسطيني استجابة لضغوط دولية واميركية ل "ايجاد شريك" فلسطيني و"آن الاوان لنتخذ قرارات جريئة... الشريك الفلسطيني موجود بقيادة الاخ ابو عمار وهو الذي وقع معهم الاتفاقات اصلا، هو الرئيس المنتخب وهو مرجعيتنا، فلا داعي للتحايل على منصب الرئيس ويمكن أن تعود الامانة اليه". وأضاف التعمري في رده على سؤال بعد اختتام جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية، ان هذا التوجه طرح في الاجتماعات التي تجري منذ أيام في اطار الموقف الفلسطيني في مواجهة التحيز الاميركي الكامل لاسرائيل واعطاء الرئيس جورج بوش ضمانات لها. وقال: "الوضع صعب جداً... علينا ان نأخذ قراراً جريئاً وأن نقول لا للولايات المتحدة التي وضعت نفسها بشكل لا لبس فيه موضع العداء المطلق للشعب الفلسطيني". وعلى غير العادة، الغى قريع مؤتمره الصحافي في اعقاب الجلسة، فيما أكد للصحافيين الذين انتظروا مغادرته مقر رئاسة الوزراء ان القيادة "تعول على صمود الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة رغم النفاق الدولي وانكار هذه الحقوق ورغم الاحتلال وعدوانيته". اسرائيلياً، أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم دعمه "خطة الفصل" بعد ان تلقى وعدا من شارون بالاحتفاظ بوزارة الخارجية في حال تشكيل حكومة جديدة. وبذلك، ضمن رئيس الوزراء تأييد 13 وزيراً في حكومته، كما ضمن "شبكة أمان" في الكنيست من خلال اعلان حزبي "العمل" و"ياحد" الذي يتزعمه اليساري يوسي بيلين أنهما سيدعمان الخطة.