قال محمد الرنتيسي الابن الرابع لقائد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ان والده ربما يكون شعر في الساعات الاخيرة من حياته ان أجله اقترب. وكشف محمد عما يمكن اعتباره ثغرة أمنية مكنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من رصد والده ومتابعته واغتياله الثامنة و35 دققة مساء السبت الماضي، على بعد مئات الأمتار من منزله في حي الشيخ رضوان الشعبي شمال مدينة غزة. ولفت محمد في حديث الى "الحياة" امس خلال وجوده في خيمة العزاء التي اقيمت لوالده في استاد اليرموك وسط مدينة غزة الى ان والده كان توارى عن الأنظار منذ فترة طويلة، خصوصاً في اعقاب اغتيال الشيخ ياسين في 22 الشهر الماضي، وكان يأتي احياناً الى منزله خلسة عند منتصف الليل او بعده، ويغادره ايضا بطريقة سرية بعد ساعات قليلة، وقبل بزوغ الفجر. وقال ان والده جاء منتصف ليل الجمعة - السبت الى المنزل بناء على رغبة عمه صلاح شقيق الدكتور الرنتيسي وابنته المتزوجة، وكانا قدما لرؤيته لأنهما مشتاقان اليه. واضاف ان شقيقته الكبرى ايناس ألحت على والدها الا يغادر قبل الفجر كعادته، وان يمضي معها ومع بقية افراد الاسرة اليوم كله، فنزل عند رغبتها، وطلب ان تحضر اختها اسماء، الخامسة بين ابنائه وبناته، كونها مقيمة مثل ايناس في مدينة غزة، لتمكث معهم السبت كله، وهكذا كان. واشار الى ان والده "اغتسل وتعطّر عند السابعة مساء السبت" استعدادا للمغادرة عندما تحل ظلمة الليل". وأنه انشد نشيدا اسلاميا، بينما كان يرش عطراً على نفسه بعدما اغتسل: "أدعو أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما أتمنى". ولفت الى ان والده الذي استقال من عمله كمحاضر في الجامعة الاسلامية في غزة اخيراً، حصل منها على مكافأة نهاية الخدمة التي بدأت عام 86، وأحضر مبلغا من المال الى المنزل وقال لشقيقي احمد الابن الثاني والاخير للدكتور الرنتيسي هذا المبلغ مخصص لزواجك. وأشار الى ان المبلغ الذي خصصه لأحمد هو ما تبقى من المكافأة التي دفع منها ديونا كانت متراكمة عليه لحركة "حماس". وبعدها قال الرنتيسي: "هكذا سأقابل ربي نظيفا" في اشارة الى انه سدد ديونه، ووفر مبلغا لزواج ابنه ولم يبق معه شيء سوى عمله الذي سيلاقي به ربه. وعن عملية الاغتيال قال محمد ان الاتفاق كان يقضي بأن اخرجه انا من المنزل ليلا وقبل الفجر. لكن جاء مرافقه أكرم نصار الذي استشهد معه الى المنزل وأصر على مقابلة والدي لانه مشتاق اليه ولم يره منذ نحو اسبوعين، ومكث معه نحو ساعتين، وتم وضع ترتيبات جديدة. وقال: "قاد شقيقي احمد السيارة الى بقعة ما في المدينة، حيث تم استبدالها بسيارة اخرى انتقل اليها الدكتور الرنتيسي برفقة نصّار، وسائق جديد هو احمد الغرة استشهد معه الذي جاء بسيارته الخصوصية من نوع "سوبارو". واضاف ان القصف استهدف السيارة بعد نحو دقيقتين. ومن هنا يتبين وجود الثغرة الامنية التي قد تكون اودت بحياة الرنتيسي، الذي نجا من محاولتي اغتيال، الاولى في العاشر من حزيران يونيو2003، والثانية في الثالث من الشهر الجاري. والثغرة الامنية هي وجود أكرم نصار مرافقه، فهو بموجب قاموس العمل الوطني والامني الفلسطيني "محروق ومفحم" اي معروف لكل الناس، خصوصا العملاء والمتعاونين مع سلطات الاحتلال واجهزتها الامنية. ويبدو ان مراقبة العملاء والمتعاونين لنصار اتاحت الوصول الى الرجل الاقوى في حركة "حماس" الذي كان اول من تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة منتصف العام الماضي، خصوصاً انه لا يستخدم وسائل الاتصالات الحديثة التي تصدر ذبذبات، يمكن رصدها عبر الاقمار الاصطناعية او طائرات التجسس الحديثة التي تستخدم لتعقب القيادات والناشطين.