حملت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز مسؤولية مقتل ستة من اعضاء كتائب "عز الدين القسام" استشهدوا في انفجار "غامض" وقع في حي الزيتون المكتظ بالسكان وأحد معاقل "حماس" جنوب مدينة غزة. ووصف الناطق باسم "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الانفجار بانه "عملية اغتيال مدبرة باحكام" جاءت ردا على عملية بيت لاهيا التي اسفرت عن تفجير دبابة وقتل اربعة جنود فيها. وقال ل"الحياة" ان الشهداء كان عُرض عليهم شراء طائرة شراعية تعمل بالتوجيه عن بعد فاشتروها، ولم يخطر في بالهم انها يمكن ان تكون مفخخة، مشيرا الى انهم بمجرد ان انزلوها من السيارة انفجرت فورا. ولفت الى تهديدات موفاز بالرد على عملية بيت لاهيا، مشيرا الى ان "هذه التهديدات جاءت بعد ارسال الطائرة وقبل وقوع الجريمة، خصوصا عندما ضمن وصول الطائرة الى مقاتلي حماس". وزاد ان الطائرة وصلت الاحد الى كوادر الحركة من داخل "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة من اجل تنفيذ عملية عسكرية، على غرار العملية التي نفذتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة عام 1987 ضد موقع عسكري في كريات شمونه شمال اسرائيل انطلاقا من جنوبلبنان. وكان اسماعيل هنية احد قادة "حماس" قال ان المعلومات الاولية التي جمعتها الحركة تفيد ان "العدو استخدم تكنولوجيا معينة في هذا الحادث"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. وذكر ان القتلى تتراوح اعمارهم بين 20 و25 عاما وهم نضال فرحات ومحمد اسماعيل سلمي ومفيد البل واكرم فهمي نصار واياد فرج شلدان، اضافة الى ايمن ابراهيم مهنا 28 عاما الذي توفي لاحقا و"جميعهم من اعضاء كتائب القسام ومن سكان حي الزيتون". وكان انفجار قوي وقع في باحة مجاورة لمنزل فرج شلدان المعروف بانتمائه الى "حماس"، ووالد احد الشهداء الذين سقطوا في الحادث اياد شلدان. اما الشهيد نضال فرحات، فهو المرافق الشخصي لمؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين وسائق سيارته، وهو شقيق الشهيد محمد فرحات الذي اقتحم مستوطنة "عتسمونا" في رفح قبل نحو عام وقتل خمسة جنود اسرائيليين. وقالت مصادر حقوقية ل"الحياة" ان اثنين من الشهداء واحد الجرحى اعتقلوا في السابق من قبل السلطة الفلسطينية. من جانبها، شككت الاذاعة الاسرائيلية في رواية حركة "حماس" وقالت ان الانفجار وقع نتيجة خلل فني اثناء اعداد عبوة ناسفة. في غضون ذلك، سقط ثلاثة شهداء في نابلس خلال اشتباك بين مسلحين فلسطينيين وجنود الاحتلال الذين حاصروا منزلا واعتقلوا فيه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" تيسير خالد. وبذلك يرتفع عدد القتلى امس الى تسعة شهداء. وكان الجيش هدم ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة الذي تفيد الانباء ان الاستعدادات جارية لاجتياحه ليلا، كما قررت الحكومة تمديد اغلاق الاراضي الفلسطينية "حتى اشعار آخر"، وذلك ردا على عملية تفجير الدبابة.