ارجئت في الايام الاخيرة امال التوصل الى توقيع اتفاق الشراكة السورية - الاوروبية، الا في حال حصول "مبادرة" في اللحظة الاخيرة تجسر الهوة بين الطرفين بالنسبة الى بند اسلحة الدمار الشامل. وقالت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قرر ليل اول من امس "تأجيل" جولته الاوروبية الى ايطاليا وفرنسا وبريطانيا بين 5 و9 الشهر الجاري بسبب "انشغاله الشرع بالمشاورات والاتصالات المتعلقة بالتحضير لعقد القمة العربية المؤجلة، خصوصا ان نتائج هذه القمة كانت احد محاور جولة الشرع". واشارت الى ان المحادثات السورية - الاوروبية كانت "ستتطرق" الى اتفاق الشراكة المجمد منذ اسابيع بسبب "تمسك" بريطانياوالمانيا وهولندا بمطالبها ادراج بند متعلق باسلحة الدمار الشامل كان الاتحاد الاوروبي اقره في 17 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وبعد توصل سورية والمفوضية الاوروبية الى مسودة الاتفاق في 9 كانون الاول ديسمبر الماضي، فوجئ الطرفان ب"عدم موافقة" لندن وبرلين وامستردام على بند اسلحة الدمار الشامل المتفق عليه بين المتفاوضين. اذ طالبت الدول الثلاث بالعودة الى النص الاصلي، الاكثر تفصيلا في الخطوات والاجراءات. وجرت جلسة اخرى من المفاوضات في 13 كانون الثاني يناير الماضي بين معاون وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس الوفد الاوروبي كريستيان ليفلر حول صياغة اسفرت عن "صفقة" في ملفي اسلحة الدمار الشامل وحصة سورية من المنتجات الزراعية في اوروبا، لم توافق عليها الدول الثلاث رسميا لانها تصر على "اتخاذ خطوات" وليس "العمل" لتوقيع "جميع" اتفاقات اسلحة الدمار الشامل. وفي مسعى "الفرصة الاخيرة" للتوصل الى اتفاق ولتعزيز العلاقات بين دمشق والدول الاوروبية الكبرى، كان مقررا ان تجري اتصالات سورية مع الدول المعنية، بحيث يتوجه الشرع الى ايطاليا وفرنسا وبريطانيا في الاسبوع المقبل ثم يزور المانيا في نهاية نيسان ابريل الجاري في طريق عودته من موسكو بعد محادثات يوم امس مع نظيره الهولندي بيرنارد رودلف بوت. لكن التحضير للقمة العربية دفع الى تأجيل الزيارة، ما يعني عدم حصول هذه المحادثات الرسمية قبل انضمام الدول العشر الجديدة الى الاتحاد الاوروبي في بداية ايار مايو المقبل. وقال خبراء اوروبيون ل "الحياة": "انضمام دول جديدة يعني مفاوضات وصعوبات اكثر للتوصل الى توافق بين 25 دولة خصوصا ان بعضها له ديون على سورية، اضافة الى ان لاميركا نفوذا اكبر في اوروبا الجديدة"، بعدما اشار الى ان سورية "استعجلت مفاوضات الشراكة الصيف الماضي لمنع دخولها في عزلة تحاول واشنطن فرضها عليها عبر العقوبات السياسية والاقتصادية في قانون المحاسبة واستعادة سيادة لبنان". لكن مصادر ديبلوماسية قالت: "لم تنته احتمالات توقيع الاتفاقات. ستمر فترة من الجمود ثم سيعاد فتح باب المفاوضات". وقالت مصادر رسمية ان جلسة المحادثات الرسمية السورية - الهولندية "تركزت على اهمية انجاز اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي"، وان الوزير الهولندي شدد "على أهمية التوصل الى اتفاق للشراكة الاوروبية نظرا لدورها في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات"، لافتا الى "القناعة والامل بقدرة الطرفين على التوصل الى اتفاق". كما ان المحادثات تناولت موضوع الاصلاح في العالم العربي. وبعدما قال الشرع ان "شعوب المنطقة ودولها ادرى بحاجاتها وبالتالي فان اي افكار في هذا الصدد يجب ان تنبع من داخل المنطقة وتستجيب لحاجات شعوبها وبما يتناسب مع ظروفها"، اكد ان "اي اصلاحات لاتأخذ في الاعتبار انهاء الاحتلال وتسوية عادلة وشاملة للصراع العربي - الاسرائيلي تبقى افكارا ناقصة قد تعرض خطط التنمية والبنى التحتية لحالة عدم الاستقرار في المنطقة".