يشكل سباق جائزة البحرين الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم لسيارات الفورمولا واحد" الاحد محطة بارزة في تاريخ هذه الرياضة في المنطقة الخليجية عامة والبحرين بشكل خاص، ولكن الهدف يتعدى حلبة الفورمولا واحد ليشمل ميادين كثيرة منها سياحية واقتصادية ودعائية واعلامية. تحولت الامور بالنسبة الى العاملين في الفرق المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد الى واقع ملموس على الارض بعد بدء عملهم في الاماكن المخصصة لهم على ارض الحلبة وخصوصا في غرف صيانة السيارات. واكد العديد منهم في تصريحات لموفد وكالة "أ ف ب" انهم فوجئوا بالجهوزية التامة للحلبة واكد البعض منهم الذي سبق ان زار البحرين قبل فترة للاطلاع على سير الاعمال انه "مندهش لإكمال هذا المشروع بسرعة قياسية وانه لم يكن يتوقع ان تكون المباني والمدرجات والاماكن المخصصة للفرق وما شابه جاهزة بهذا الشكل"، مبديا اعجابه بما رآه قبل يوم من بداية التجارب الرسمية. وتحولت غرف صيانة الفرق الى ورش عمل حيث بدأ كل فريق بتركيز معداته وقطعه ويجري بعض الاختبارات على كيفية تركيبها على السيارة خلال السباق في حال طرأ اي عطل، وباشراف مباشر من المسؤولين عنها في مقدمتهم فرانك وليامس رئيس فريق وليامس بي ام دبليو، وجون تود مدير فريق فيراري، وجاكي ستيوارت رئيس فريق جاغوار. من جهته كشف رئيس الابحاث وتكنولوجيا تطوير الهيكل في شركة هوندا كين هاشيموتو عن تفاصيل دقيقة تتعلق بتأثير المحرك الجديد في تصميم نموذج 2004، وذلك قبل يومين من انطلاق سباق جائزة البحرين الكبرى على حلبة الصخير، فلفت الى ان تطوير قدرات السيارة أخذ في الاعتبار ضرورة تعديل الفكرة الاساسية للهيكل وإيلاء الاهتمام لقوة المحرك وأجهزة القياسات ووزن السيارة ومركز الجاذبية الارضية... "وكانت الغاية الاساسية تجانس الهيكل مع المحرك بحيث يخدم كل منهما الآخر، ومن دون إهمال المظهر الخارجي العام فسعينا الى تحسينه أيضاً، ووزعنا نسب الالياف الفحمية في هيكل السيارة للمحافظة على مركز ثقل الجاذبية وتخفيف الوزن". وتبدو أوساط الفريق متفائلة جداً بأداء الثنائي باتون والياباني تاكوياما ساتو، خصوصاً ان الاول يتميز بالمحافظة على سرعته العالية خلال السباقات، وطور الثاني قدراته خلال تجارب فصل الشتاء. في المقابل، اكتمل امس عقد المشاركين في جائزة البحرين، وكان بطل العالم متصدر الترتيب الحالي الالماني ميكايل شوماخر سائق فيراري من بين الواصلين، في حين شوهد زميله في الفريق البرازيلي روبنز باريكيللو يزاول رياضة الجري الخفيف على الحلبة. أهداف طموحة وأوضح هاشيموتو ان "اهداف هوندا الرئيسة متقدمة جداً هذا العام، وينكب على العمل في هذا القطاع50 مهندساً في مدينة توشيغي اليابانية، فضلاً عن 14 مهندساً موجودين باستمرار مع فريق بار، وانضم اليهم عشرة جدد من اليابان هذا الموسم، وهم يعملون كفريق واحد لتحقيق الغايات المرجوة". كما يعمل مهندسو الطرفين بصورة متوازية من اجل تحسين مستوى التكنولوجيا المستخدة في سيارة بار - هوندا، ويشرف المدير التقني جيف ويليس على ابحاث التطوير المتعلقة بمحتوى علبة التروس وجهاز التعليق والهيدروليكية والايروديناميكية وبرنامج التحكم الخاص بواسطة الكومبيوتر، ما يوفر القدرة على المنافسة حتى في اصعب جولات بطولة العالم. ويشير هاشيموتو الى تحسن معايير التكنولوجيا في هوندا في شكل واضح "وارتفع مستوى اداء مهندسينا بصورة كبيرة جداً من خلال أنشطتنا في السباقات والخبرات التي اكتسبوها منها. ولكي تعم الفائدة سيتنقل المهندسون ما بين العمل في برنامج السيارات التجارية وبين مشروع فورمولا واحد، بهدف إظهار قدراتهم وتطويرها في مجالات عدة، ولا سيما ما يتعلق بانتاج السيارات التجارية، ومن ابرز نقاطها قوة الهيكل ونقاط تثبيت أجهزة التعليق وتوابعها". وفي ما يتعلق باختيار الاطارات، يعتبر ناكاموتو ان العمل مع ميشلان "ممتع فعلاً على رغم ان تصميماته تختلف عما اعتدنا عليه. اعددنا مُركّبات وتركيبات متنوعة عدة في محاولة لايجاد التوازن المثالي بين معدل تفاوت الاوقات في المسافة القصيرة وتفسخ الاطار خلال مسافة طويلة، وتوصلنا الى المواصفات المناسبة.اما من جهتنا كفريق، فما يهمنا هو هندسة الهيكل وخطوط التصميم... ومن هنا تظهر أهمية العلاقة بيننا وبين ميشلان".