تتسلط الأضواء خلال هذه الايام على مملكة البحرين التي تستضيف في 4 نيسان أبريل المقبل، وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج، الجولة الثالثة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد... أكثر أنواع رياضة السيارات اثارة ومتعة وجذباً للانتباه في الكون كله حيث تنعم بشعبية جارفة تتقارب الى حد بعيد مع كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم. ولعل أبرز ما يلفت الانتباه في الاستعدادات البحرينية لاستقبال هذا الحدث العالمي المهم، هو الاجراءات المكثفة التي اتخذتها الحكومة لتوفير كل التدابير الأمنية اللازمة في مثل هذه المناسبات. ولا تدخر حكومة البحرين جهداً من اجل إخراج السباق الأول الذي يقام في المنطقة في أبهى حلة له، كي لا تترك شيئاً للصدفة قد يعكر صفو هذا المهرجان الرياضي المهم. ولعل ما ردده بطل العالم ست مرات الألماني ميكايل شوماخر سائق فريق فيراري الايطالي حول "تأمين" السباق البحريني، دليل قاطع على ان هناك قناعة تامة بين ابطال هذه الرياضة بأن البحرين قادرة على التصدي لأي مخاوف أمنية حتى في ظل الظروف المتوترة التي تحيط منطقة الشرق الأوسط حالياً... فهو قال: "يجب عدم تغيير برنامج بطولة العالم لأي سبب من الأسباب حتى لو كانت المخاوف الأمنية، لأن الارهاب يمكن ان يضرب في أي زمان ومكان. البحرين ستكون أكثر أماناً من أي مكان آخر، لأن الاجراءات الاحترازية ستكون في أعلى درجة لها... وأنا مطمئن جداً". واللافت ان إحدى المجلات البريطانية الاختصاصية نشرت في عددها الصادر أمس، ان السلطات البحرينية حاولت تأجيل السباق الى العام المقبل خشية الا يكون المضمار جاهزاً في الوقت اللازم. وهي نقلت عن أحد العاملين في حلبة البحرين الدولية وهو فيليب غوردجيان انه طلب من المسؤول عن تنظيم بطولة العالم بيرني ايكلستون في وقت سابق هذا الشهر ان يؤجل السباق لمدة عام، لكنه رفض "قبل اسبوعين فقط، اعتقدنا انه لا يوجد سبيل يمكننا من اقامة السباق وقررنا إلغاءه، لكن بيرني رفض... فاضطررنا الى الاستعانة بمزيد من الناس لانجاز المهمة". والحقيقة ان شكوكاً كبيرة تحوم حول ما أدلى به غوردجيان، لأن الشواهد أكدت ومنذ فترة بعيدة ان الحلبة ستكون جاهزة في موعدها... وان السباق سيقام في موعده المحدد، وهو ما سيكون. وعلى الصعيد الفني، قرر الاتحاد الدولي للسيارات ادخال تعديلات على برنامج التجارب الرسمية المقررة في 3 نيسان المقبل. وينتظر ان تبدأ المرحلة التمهيدية في الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي، على ان تقام المرحلة النهائية بعدها بساعة واحدة وذلك بخلاف البرنامج المقرر سابقاً... وستقام التجارب الحرة في الثاني من نيسان وفقاً للموعدين الجديدين أيضاً. على صعيد آخر، يسعى فريق بار - هوندا الى رفع معدلات تفوق السائق الثاني في الفريق، الياباني تاكوياما ساتو بعدما نجح السائق الأول البريطاني جنسون باتون في الصعود الى منصة التتويج في جائزة ماليزيا الكبرى، الجولة الثانية من بطولة العالم. وقال مدير الفرق ديفيد ريتشاردز: "علينا العمل أكثر على تاكو. لا بد من ان نقضي مزيداً من الوقت معه، وسيكون الأمر ضمن أولياتي في الفترة المقبلة لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من رفع قدراته خلال السباقات. لقد تحدثت معه في هذا الخصوص في نهاية الاسبوع الماضي، وسنبحث معاً وسائل عدة لتطوير أدائه... ولدينا استراتيجية واضحة إزاء ذلك". ولم يحقق ساتو أي نقاط في سباقات فورمولا واحد سوى مرتين الأولى مع فريق جوردان حين حل خامساً في سباق جائزة اليابان الكبرى في عام 2002، وسادساً مع بار - هوندا الموسم الماضي في السباق ذاته. وإذا كان الحديث دائماً ما يأخذنا الى واجهة هذا الرياضة أي السائقين، فلعله من المهم ان نتعرف أكثر على هذا الآلات المتطورة جداً التي يقودها هؤلاء المغامرين. ولنعرف مدى قوة سيارات سباقات فورمولا واحد، يكفي ان نعلم ان قوة المحرك تبلغ 925 حصاناً وسرعتها القصوى تصل الى 370 كلم في الساعة. والإنسيابية هي ابرز سمات هذا النوع من السيارات وهي تولد دفعاً سُفلياً يتجاوز الطن... ولذا تجرى عليها تجارب طويلة في "نفق الهواء" قبل ان تولد بهدف توليد اكبر مقدار من الضغط السفلي، وخفض مقاومة الهواء للسيارة. ويُولّد الضغط السفلي للسيارة عبر ثلاثة مقومات هي الجانحين الامامي والخلفي اضافة الى الجسم. ويزن هيكل السيارة 35 كلغ فقط، لأنه أحادي شديد الصلابة مصنوع من ألياف الكربون وغيرها من المواد المتطورة جداً، والسائق مؤمن تماماً بداخله... ولذا، فلا عجب حين يخرج السائقون من سياراتهم بعد حوادث كارثية تحدث وهم على سرعات تفوق 250 كلم في الساعة. واللافت ان هناك اكثر من مئة مكوّن تدخل في صناعة الاطارات ذات الأهمية الكبيرة جداً، فهي ما يربط السيارة بالطريق، والتطور الذي شهدته يجعلها ثاني اكثر مقومات سيارة فورمولا واحد تطوراً عبر تاريخ هذه الرياضة. وحياة هذه الاطارات قصيرة جداً، وهي تتراوح ما بين 75 و150 كلم. وتتجاوز حرارتها اثناء السباق 100 درجة مئوية لتلتصق بالطريق في شكل افضل وتزيد من تماسك السيارة ككل. ومن المتوقع أن يكون إهتراء الاطارات عالياً نسبياً على حلبة البحرين الدولية، كون الاسفلت جديداً. وهذا سيجبر الفرق على إعتماد إطارات بتركيبة اصلب، خصوصاً اذا ما اعتمدت سياسة التوقف مرتين امام مقر الصيانة، وذلك لتعمر اطول بمواجهة الاحتكاك الهائل. وسيارة فورمولا واحد عبارة عن شبكة معقدة جداً من الالكترونيات ومعالجات الكومبيوتر، وذلك لضمان إستخراج كل ما تقدر عليه من طاقة مع ضمان جدارة تشغيل عالية. فخلال السباق يراقب المهندسون حال عمل مئات من مقومات السيارة عبر معلومات تبث باستمرار من مستشعرات موزعة عبر أرجاء السيارة... وبهذه الطريقة يمكن تبين أدنى إشارات بداية عطل قبل أن يشعر به السائق نفسه، وعندها يتخذوا الاجراءات المناسبة التي عادة ما تشمل إصدار معلومات عن بعد من مركز الصيانة لتغيير عمل أي من المقومات المعطلة! وفي المنامة، وصلت مبيعات بطاقات الدخول إلى مستويات جيدة... وبيعت بطاقات مدرج الواحة بالكامل الى جانب بطاقات "بحرين اكسبرينس". ولا تزال بعض البطاقات متوافرة بفئات مختلفة، ومن بينها بطاقات المدرج الرئيس البالغة قيمتها 170 ديناراً بحرينياً للايام الثلاثة، وكذلك بطاقات مدرج الجامعة وقيمتها 113 ديناراً للايام الثلاثة أيضاً... فضلاً عن بطاقة منصة الجامعة العامة والمتوافرة بقيمة 38 ديناراً. وتتوافر نقاط لبيع البطاقات في كل مكان في البحرين بدءاً من المطار ووصولاً الى كبرى المجمعات التجارية امثال مجمع السيف ومجمع البحرين وجسر الملك فهد.