يعاود البنك المركزي العراقي في غضون الشهرين المقبلين وللمرة الأولى منذ عام 1990 طرح مسكوكات نقدية لسد حاجات السوق العراقية من العملات النقدية الصغيرة وتوفير وسيلة دفع مناسبة لتمويل المعاملات التجارية والخدمية ذات الكلفة المنخفضة. وتحمل هذه المسكوكات، التي ستكون من فئات 25 و50 و100 دينار رموزاً ومعالم اثرية وتاريخية ولشخصيات ذات حضور دائم في حياة العراقيين على مر العصور. يذكر ان العراقيين كانوا حتى عام 1990 يتعاملون في تسيير معاملاتهم اليومية بسبع فئات من المسكوكات النقدية المعدنية هي 5 و10 و25 و50 و100 و250 و500 فلس ودينار واحد، وكان يتداولها العراقيون باعتبارها ذات قيمة شرائية جيدة نسبياً، مع ملاحظة ان الدينار الواحد يساوي 1000 فلس. واحتوت جميع المسكوكات المتداولة في تلك الفترة، التي صنعت من النيكل والنحاس والحديد غير القابل للصدأ، على رسم بارز لثلاث نخلات تتخللها جداول تحتها مجرى ماء مع صورة لمجموعة من النخيل، وتم تثبيت التاريخ الهجري في الجهة اليمنى لهذه المسكوكات والتاريخ الميلادي في الجهة اليسرى منها، في حين احتوى ظهرها على عبارة الجمهورية العراقية في الاعلى وفي اسفلها ورقة تبغ متقاطعة مع سنبلة قمح. والى جانب ذلك أصدر البنك المركزي مسكوكات تذكارية في أوقات سابقة احتفاء بمناسبات محلية وعالمية وتخليداً لشخصيات تاريخية معينة. ويرى مصدر مسؤول في البنك المركزي العراقي في الاصدار الجديد من المسكوكات النقدية المعدنية خطوة في التحول من مرحلة التضخم الى مرحلة اللاتضخم والتي ستجعل الاقتصاد العراقي أكثر استقراراً وأسرع نمواً. وقال المصدر ل"الحياة"إنه في ظل غياب الفئات النقدية الصغيرة او حجبها من التداول، فإن هذا الأمر سيؤدي الى خلق هامش سعري عادة ما يضطر المواطن الى دفعه بسبب عدم توافر كسور العملة الصغيرة، وبالتالي تنحسر خيارات المتعامل في اتجاهين اما التخلي عن الهامش السعري وعدم المطالبة به او الزامه شراء كميات اكبر من السلع للتعويض عن المتبقي من قيمة الفئة النقدية وتغطيتها، لافتاً الى ان هذين الاتجاهين يؤديان معاً الى الهدر الاقتصادي وتحميل الفرد والمجتمع كلفاً اضافية غير مبررة. وكشف المصدر عن ورقة نقدية جديدة من فئة 500 دينار سيصدرها البنك المركزي العراقي وسيطرحها للتداول قريباً، مشيراً الى ان الهدف من اصدار الفئة المذكورة هو استكمال تدرج فئات العملة العراقية المتداولة حالياً وفق التسلسل العالمي المعتمد والمتمثل بوجود ست فئات ورقية في التداول. وزاد ان المجموعة النقدية الورقية المتداولة في السوق العراقية ستصبح سداسية كي تتماشى مع العرف المصرفي والتقليد النقدي السائد على الصعيد الدولي. وأضاف ان الورقة النقدية من فئة 50 ديناراً والمتداولة حالياً سيتم التعامل بها لفترة مؤقتة لحين سحبها من التداول بشكل تدرجي والغائها لتحل محلها المسكوكة النقدية الجديدة فئة 50 ديناراً. يشار إلى أن البنك المركزي العراقي كان استبدل في 15 من تشرين الاول اكتوبر الماضي الدينار العراقي الورقي الذي يحمل صورة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ليحل محله الدينار الجديد ذي المواصفات الفنية الدقيقة، وانتهت عملية الاستبدال في 15 من كانون الثاني يناير الماضي. وتبنت شركة"دولارو"البريطانية المتخصصة في طباعة الاوراق والمسكوكات النقدية مشروع طبع الدنانير العراقية الجديدة بموجب عقد ابرمته العام الماضي مع البنك المركزي العراقي خولها هذا الامتياز.