رحب المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس حسني مبارك بخطة انسحاب اسرائيل من قطاع غزة باعتبارها تشكل دينامية جديدة في الوضع المجمد في منطقة الشرق الأوسط، لكنهما حذرا "من عقد اتفاقات من فوق رؤوس الفلسطينيين" وبمعزل عنهم. وبعد أن اكدا ان الوضع في العراق شائك، شددا على ضرورة ان يتسلم العراقيون السلطة، انما بأسلوب يمكنهم من السيطرة على الوضع في البلد. ووصل مبارك الى هانوفر صباح امس قادماً من الولاياتالمتحدة للبحث مع المستشار شرودر في التطورات الأخيرة في أزمتي العراق وفلسطين، واطلاعه على نتائج محادثاته مع الرئيس جورج بوش قبل متابعة سفره الى باريس للقاء الرئيس جاك شيراك للغاية نفسها. وقبل ذلك، استقبل مبارك وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر وبحث معه في التطورات الناتجة عن موافقة بوش على خطة الانسحاب الجزئية التي طرحها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقداه بعد اجتماعهما في مطار هانوفر، قال شرودر ان "دخول حركة دينامية جديدة في عملية الشرق الأوسط أمر نرحب به، لكن لا بد ان تسير في الطريق الصحيح، أي في طريق خريطة الطريق، وللفلسطينيين الحق في المطالبة بعدم عقد اتفاق من فوق رؤوسهم". وطالب: "بأن يتماشى الانسحاب الاسرائيلي الجزئي مع خطة السلام الموضوعة وعدم استباق المفاوضات النهائية بين الطرفين". وحذر مبارك "من ان التخلي عن خطة السلام أو الابتعاد عنها سيقود الى ارهاب جديد"، مشيراً الى انه "من غير المقبول فرض حل على الفلسطينيين". ورحب بأي انسحاب يتم من الأراضي المحتلة، "لكن كنا نتمنى ان يحدث ذلك بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية التي ستتولى الأمن والنظام في هذه المنطقة". وزاد ان التفاوض في خصوص الحدود واللاجئين هو قضية تتعلق بالحل النهائي لا بد ان يجري التفاوض حولها. ورداً على سؤال هل سيتحقق السلام اذا انسحبت اسرائيل من مستوطنتين أو ثلاثة من الضفة الغربية، قال: "هذا صعب جداً، طالما هناك أرض محتلة ستكون هناك مقاومة. ونحن نرى انه لا بد لاسرائيل من اخلاء المستوطنات، وان يتولى الفلسطينيون شؤونهم بأنفسهم". وتابع ان الحل والاستقرار "لن يتما إلا بالتفاوض مع الفلسطينيين، فإن ارتضوا بقاء بعض المستوطنات فهذا شأنهم بالاتفاق مع الاسرائيليين". وسئل شرودر هل المانيا على استعداد لإرسال قوة حفظ سلام الى قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل منه، فأجاب ان المسألة غير مطروحة حتى الآن، وحتى ان طرحت فلا بد من مراعاة حساسية العلاقات التاريخية مع اسرائيل واخذها في الاعتبار. وذكر مبارك ان المحادثات تناولت ايضاً قضايا الاصلاح في الشرق الأوسط ملاحظاً انها "عملية مطلوبة لكنها تتطلب وقتاً طويلاً".