سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باراك يلتقي كلينتون في برلين غداً وسط حديث عن نقل مفاوضات ستوكهولم . الفلسطينيون يرفضون التنازل عن حدود حزيران وليفي يعتبر غور الأردن اسرائيلياً كطبرية
أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس ان باراك سيعقد اجتماع قمة غداً الخميس في برلين مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون. وأضاف مكتب باراك في بيان: "سيغادر رئيس الوزراء باراك البلاد يوم الخميس متوجها الى المانيا وسيجتمع هناك مع الرئيس كلينتون". وأضاف: "سيبحث الزعيمان اساسا خلال الاجتماع عملية السلام في الشرق الاوسط وتداعيات الانسحاب من جنوبلبنان وسبل احراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين". وأفاد بيان لاحق ان باراك سيجتمع مع كلينتون في برلين مساء الخميس بعد ان يطلع المستشار الالماني غيرهارد شرودر على احدث التطورات في الشرق الاوسط. ويقوم كلينتون حاليا بجولة اوروبية تستمر اسبوعا. وأكد الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت امس في بيان في لشبونة التي يزورها كلينتون ان الرجلين "وجدا ان من المهم ان يلتقيا في الوقت الحالي للتباحث في افاق التوصل الى اتفاق حول الوضع الدائم للاراضي الفلسطينية واستعراض الوضع بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان". وجاء الاعلان عن قمة برلين بعدما قال مسؤول اسرائيلي لم يشأ الاعلان عن اسمه ان المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية الرامية الى التوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي للضفة الغربية وقطاع غزة ستنقل من ستوكهولم الى مكان آخر. ولم يحدد ذلك المسؤول متى ستنقل المفاوضات والى أين. وقالت صحيفة "الأيام" الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات طلب من اسرائيل نقل المحادثات الى الشرق الأوسط كي يكون المفاوضون أقرب من مسؤوليهم. في غضون ذلك، تصاعد الجدل في الأوساط الفلسطينية حول مفاوضات ستوكهولم ومدى جديتها وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني انه لا يوجد قرار فلسطيني بالعودة الى مفاوضات ستوكهولم "والمطلوب تدخل اميركي لإعادة المسار الفلسطيني الى وضعه الطبيعي". واعلن رفض الفلسطينيين لتصريحات وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي التي قال فيها أول من امس "ان على الفلسطينيين التخلي عن حلمهم الكبير بانسحاب اسرائيل الى حدود حزيران يونيو 1967 وحق اللاجئين في العودة". وقال أبو ردينة رداً على بن عامي: "ان على اسرائيل ان تنسى سياسة الاحتلال والضم وعقلية اسرائيل الكبرى"، معتبراً ان "الخطوط الفلسطينية الحمراء وا ضحة وقائمة على اساس قرارات الشرعية الدولية وقاعدتها الأرض مقابل السلام... الأرض التي احتلتها اسرائيل في 1967 وعلى رأسها القدس الشريف". واكد انه "لن يكون استقرار في المنطقة من دون الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". ورأى العديد من المحللين الفلسطينيين ان مصير قناة السويد هو اما الفشل التام أو الخروج بصفقة تقتضي بتنازلات فلسطينية جديدة، خصوصاً وان تل ابيب تميل لا الى اتفاق اطار للحل الدائم بل الى اتفاق انتقالي موسع جديد يمتد من خمس الى عشر سنوات. وقالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان الاتفاق يقضي بإرجاء قضيتي اللاجئين والسيادة على القدس والتركيز بدلاً من ذلك على اعطاء الفلسطينيين صلاحيات كاملة في 90 في المئة من الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة الاغوار المحاذية لنهر الأردن وتمكين السلطة الفلسطينية من ادارة الاحياء العربية في القدس مدنياً ولكن من دون ان تكون لها صلاحيات في البناء والتخطيط والأمن في المدينة المقدسة. ويشمل المشروع ايضاً وضع الحرم القدسي تحت ولاية دينية اسلامية. وشدد الاسرائيليون على ان الاتفاق آخذ في التبلور وان التفاوض سيستأنف اليوم الاربعاء. الا ان أكثر من مسؤول فلسطيني أكد ان موعد المفاوضات لم يحدد بعد. وقال المفاوض حسن عصفور الذي يشارك في جولات السويد: "لم يتفق بعد على موعد جديد وليس هناك أي صفقات سرية وكل ما نتوصل اليه سيعلن على الشارع الفلسطيني من دون اخفاء". وتابع ان العروض الاسرائيلية ليست مقبولة فلسطينياً. وتتحدث الجهات الاستيطانية الاسرائيلية عن معلومات شبه مؤكدة عن قرب اخلاء بعض المستوطنات في منطقة الاغوار وهو ما انقسم ازاءه المستوطنون، اذ أعلنت غالبيتهم انها تؤيد قيادة المستوطنين في منع تفكيك اي مستوطنة، بينما أكدت الأقلية المكونة من المقيمين في مستوطنات كان أقامها حزب العمل استعدادهم للإخلاء وتفضيلهم ذلك على البقاء تحت سيادة فلسطينية. إلا ان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي اكد ان "اسرائيل لن تتخلى عن الاغوار لأنها منطقة استراتيجية أمنياً واستيطانياً وهي تحمل طابعاً رمزياً للسيادة الاسرائيلية تماماً كبحيرة طبرية"، وطالب بوقف المهاترات حول هذه المسألة لأنها تسبب البلبلة في صفوف الاسرائيليين، خصوصاً المستوطنين منهم. وفي الجانب الفلسطيني شدد المسؤولون على رفضهم اي اتفاق لا ينسجم والقرارات الدولية، وطالبوا المعارضة بوقف حملاتها "التشكيكية". ولعل الاحتقان المتزايد في الشارع الفلسطيني، دفع الرئيس ياسر عرفات الى تحميل رئيس الوزراء الاسرائيلي بصورة علنية مسؤولية ما يجري وطالبه في رسالة حمّلها لوزيرة البيئة الاسرائيلية داليا اتسك بأن يحترم المواعيد والاتفاقات. من جهة اخرى، قال مسؤول فلسطيني كبير ان محادثات السلام مع اسرائيل التي علقها باراك الاسبوع الماضي ردا على تظاهرات عنيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة في الذكرى ال52 للنكبة الفلسطينية، ستستأنف غدا الخميس وتنتقل من السويد الى اسرائيل واراضي الحكم الذاتي الفلسطينية. وقال مسؤولون فلسطينيون انه على رغم اسلوب الخطابة المتشدد الذي يبديه الاسرائيليون والفلسطينيون علانية فإن الجانبين احرزا تقدما خلال جولتين من المحادثات عبر قنوات خلفية في السويد. وأضافوا ان فريقي التفاوض بدآ بالفعل وضع مسودة اجزاء من اطار اتفاق من شأنه تمهيد الطريق للتوصل الى معاهدة سلام في حلول ايلول سبتمبر المقبل. وتابع المسؤولون ان اسرائيل والفلسطينيين يهدفون الى التوصل لاتفاق اطار بحلول نهاية حزيران يونيو المقبل. وسيجتمع باراك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ذلك لوضع اللمسات الاخيرة على القضايا الاكثر تعقيدا.