سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هددت باجراءات استثنائية لوقف تنفيذ الخطة الاحادية الجانب . معلومات القيادة الفلسطينية عن اتفاق شارون مع بوش : يمس للمرة الأولى قضية اللاجئين وحدود 67 بما فيها القدس
دخلت القيادة الفلسطينية في حالة "انعقاد دائم" لمتابعة التطورات الخطيرة الكامنة في مشروع خطة شارون - بوش المتمثلة برسالة "الضمانات" التي سيقدمها الرئيس الاميركي الى رئيس الوزراء الاسرائيلي والتي، بحسب المعلومات التي وصلت الى القيادة، "تمس للمرة الأولى بقضية اللاجئين وحدود العام 1967 بما فيها القدس" فيما اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع عن قلق الفلسطينيين "الجدي والحقيقي من انهيار عملية السلام" وتدمير الاميركيين "بأيديهم خطتهم" للسلام. وواصل الفلسطينيون امس محاربتهم لبناء الجدار الاسرائيلي المقام على اراضيهم غرب مدينة القدس في هذه المرحلة والذي يقضم في مجمله ما نسبته 58 في المئة من اراضي الضفة الغربية. كثفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها الديبلوماسية مع معظم العواصم العالمية الفاعلة في قضية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والامم المتحدة للحيلولة في الساعات الاخيرة ما قبل لقاء بوش - شارون في البيت الابيض دون اخراج ما وصفته القيادة الفلسطينية ب "الاتفاق الذي يسعى شارون الى التوصل اليه مع بوش". وهددت القيادة على لسان عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ياسر عبد ربه ب"اتخاذ اجراءات وخطوات استثنائية لوقف هذا المشروع". وأعلنت القيادة الفلسطينية في اجتماع طارئ شارك فيه اعضاء اللجنة التنفيذية وممثلو الفصائل الفلسطينية ورئيس الوزراء قريع برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في بيان لها انها ستبقى في حال انعقاد "دائم" لدراسة جميع الخيارات والاحتمالات بناء على التطور الخطير في تاريخنا المعاصر". وأشار البيان "العاجل" الى ان القيادة الفلسطينية تلقت معلومات عن محتوى الاتفاق الذي يسعى شارون الى التوصل اليه مع الرئيس الاميركي والذي "يمس للمرة الاولى قضية اللاجئين وحدود عام 1967 بما فيها القدس الشريف ويغطي على الوجود غير الشرعي للمستوطنات وتوسيعها على الأرض الفلسطينية والجدار العنصري الذي يصادر 58 في المئة من ارضنا في الضفة... ويستبدل بخطة خريطة الطريق مخطط شارون للتوسع والاستيطان ومنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". واكد البيان ان الانسحاب المشروط من غزة مع استمرار سيطرة اسرائيل على حدود القطاع مع مصر وعلى المعابر البرية والجوية والبحرية دليل واضح على انه ليس انسحاباً بل تحويل القطاع الى معزل وسجن كبير". وحذرت القيادة من ان خطة شارون "تعني بوضوح قاطع الانهاء الكامل لعملية السلام" وحسم القضايا التي كانت مطروحة على جدول اعمال مفاوضات الحل النهائي "لصالح المفهوم الاكثر عدوانية وتوسعية عند اليمين الاسرائيلي المتطرف وينهي جميع الالتزامات والاتفاقات الموقعة"، داعية كل الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز والامم المتحدة واعضاء اللجنة الرباعية الى رفض هذا المشروع. وأعرب "ابو علاء" عن "قلق القيادة الجدي والحقيقي من انهيار عملية السلام إذا اعطيت الضمانات على حساب القضية الفلسطينية"، مضيفاً ان الفلسطينيين لن يقبلوا بأي جهة في هذا الكون نيابة عن الشعب الفلسطيني الا القيادة". واوضح أن "اي بيانات او اي لغة تتعارض مع النصوص الواردة في مرجعية السلام وتتناقض مع خطة خريطة الطريق والشرعية الدولية خاصة المساس بقضايا الارض واللاجئين او القدس... أي كلمات او لغة يفهم منها تشجيع على الاستيطان او استمرار الجدار هي تدمير حقيقي لعملية السلام ولن يبقى شيء للتفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين". ومن جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه ان "الحل الاحادي الجانب الذي يؤدي الى تشريع الاستيطان والجدار والذي تريد الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية فرضه من وراء ظهر القيادة سيقابل بخطوات واجراءات استثنائية لوقف هذا المشروع". وفيما بعث وزير الخارجية الفلسطيني برسائل عاجلة الى نظرائه في عدد كبير من الدول العربية والاوروبية وغيرها لحضهم على وقف المشروع الشاروني، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الاوسط تيري ريد لارسن لبحث التطورات الاخيرة وما يريد شارون تحقيقه من خلال زيارته للبيت الابيض. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية اكدت نقلاً عن مسؤول في ادارة الرئيس بوش قوله ان الاخير "سيذكر في خطابه حق اسرائيل للإبقاء على سيطرتها في عدد من مستوطنات الضفة الغربية". واشار مسؤول في حاشية شارون الى ان الاتفاق بين شارون وبوش "سيحدد الملامح العامة لأي اتفاق نهائي للسلام وينص على حق اسرائيل في العيش داخل حدود يمكن الدفاع عنها مع اخذ الحقائق السكانية على الارض في الاعتبار". وعلى الارض، اصيب نحو 20 فلسطينياً من بينهم طفل في الثانية عشرة من العمر بالرصاص المطاطي الذي اطلقه جنود الاحتلال باتجاه مئات الفلسطينيين وعدد من اليساريين الاسرائيليين اثناء محاولتهم وقف عمل الجرافات الاسرائيلية التي استمرت في قلع الاشجار وتجريف اراضي المزارعين في قرية بدّو غرب مدينة القدس في اطار اعمال البناء في "جدار الفصل" الذي سرعت اسرائيل بناءه بعد ان ضمنت في ما يبدو موافقة اميركية على مساره كما طرحته حكومة شارون في الأسابيع الأخيرة. ويسعى الفلسطينيون الذين انشغل عنهم الرأي العام الدولي بما يدور في العراق الى اعادة لفت انظار المجتمع الدولي الى تأثير بناء هذا الجدار على ارضهم وأيضاً على مجريات حياتهم اليومية، كونه يدمر اقتصادهم ويحرمهم من لقمة عيش اطفالهم اضافة الى ان يسجنهم داخل معازل تحدها المستوطنات من جهة اخرى.