مرّت عطلة عيد الفصح في منطقة البلقان بهدوء للمرّة الأولى منذ نحو عقد ونصف العقد. ولم تسجل توترات عرقية ذات شأن حتى في المناطق التي لا تزال ساخنة كما هي حال كوسوفو والبوسنة ومقدونيا. وسيكون الحدث البارز الأول في المنطقة بعد العطلة الانتخابات الرئاسية في مقدونيا اليوم، وذلك لملء الفراغ الرئاسي الذي نتج عن مصرع رئيس الجمهورية السابق بوريس ترايكوفسكي نتيجة سقوط طائرته في البوسنة في شباط فبراير الماضي. ويتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين، بينهم المقدونيان: رئيس الحكومة برانكو تسرفنكوفسكي عن "الحزب الديموقراطي الاشتراكي" الحاكم، وشاشكو كيديف القيادي في "الحزب القومي المقدوني" المعارض الرئيسي، اضافة الى البانيين هما: غزيم اوستريني الذي يؤيده المقاتلون الألبان السابقون المشاركون في الحكومة الائتلافية الحالية وزيدي جليلي المدعوم من أطراف المعارضة الألبانية. ويشارك في الانتخابات نحو مليون و700 ألف ناخب، ينتمي نحو 65 في المئة منهم الى العرق المقدوني، والبقية من الألبان والأقليات الاخرى التركية والصربية والغجرية. وسيكون الفائز في هذه الانتخابات، ثالث رئيس جمهورية لمقدونيا منذ انفصالها عن يوغوسلافيا السابقة واستقلالها عام 1992، حيث كان أول رئيس الزعيم الشيوعي السابق كيرو غليغورف لدورتين، تلاه ترايكوفسكي الذي لقي مصرعه قبل انتهاء ولايته الرئاسية الأولى بنحو سنتين. وتشكل هذه الانتخابات أهمية كبيرة في المرحلة الراهنة التي تواجه فيها مقدونيا مصاعب داخلية عرقية ومشكلات خارجية مزمنة مع جيرانها خصوصاً اليونان، تؤثر على استقرارها.