تحلم رجاء عبدالرحمن مؤمنة بتأسيس أكاديمية للفنون للسيدات تضم تحت مظلتها جميع التخصصات الفنية المهنية مثل هندسة الديكور وتصميم الأزياء والمجوهرات والتصميم الغرافيكي والرسم وغيرها من المجالات الإبداعية التي تجذب العديد من الفتيات للتخصص فيها. وتشير مؤمنة إلى أنها بعد مضي 12 عاماً على إنشاء مركز "فيوتشر" للسيدات، وبعد أن كان الهدف الأساسي لدخولها مجال التدريب هو تعليم الفتاة السعودية اللغة الإنكليزية بطريقة صحيحة، وجدت أن الفتيات الملتحقات بالمركز يتميزن بحس فني عال جداً، ولكن يحتجن العلم والمعرفة لتوجيه هذا الحس الإبداعي. وترى مؤمنة أن الاستثمار في المواهب النسائية السعودية "هو أهم خطوة في مسيرة عملها، فلا يمكن لموهبة أن تتطور من دون أن تصقل بالتعليم والتدريب، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء قسم هندسة الديكور في العام 1993". واليوم، تعمل هذه السعودية على وضع اللمسات الأخيرة على مركز متكامل يفتتح في أيار مايو المقبل ويدرّس مختلف أنواع الفنون، إضافة إلى اللغات والكومبيوتر. ويفترض ان يقدم المركز أيضاً دورات متخصصة في إدارة الأعمال وفن التسويق لتحضير الخريجات لسوق العمل. وتعد مؤمنة واحدة من أوائل النساء اللواتي فتحن مجال التدريب النسائي في السعودية، إذ افتتحت مركزها في العام 1991. وكما تقول، فان البداية كانت شاقة جداًَ، وخاصة في ما يتعلق بالحصول على التصاريح من السلطات المختصة "التي تضع شروطاً صارمة". وتضيف مؤمنة انه "لم يكن من السهل ترغيب الفتيات والتخصصات لأنها عادة ما تكون مجرد هواية، وكان انجازاً ان تدرس، ولم يكن سوق العمل المحلي مهيأً له بعد". وتشير مؤمنة الى ان البداية كانت في أربع غرف دراسية يوفر من خلالها المركز دورات في اللغة الإنكليزية والحاسب الآلي. وتقول: "حينما بدأت في تأسيس المركز، تقدمت بطلب إلى المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني وفوجئت بالرفض، إلا أنني سرعان ما تخطيت الأمر وتقدمت إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك". وتضيف: "كانت الإجراءات شاقة ومتعبة بسبب اللوائح المعتمدة في الرئاسة والتي كانت تخص التعليم الأهلي للبنات، وطبقت علينا، وكانت متشددة تناسب المدارس الخاصة ولا تتلاءم مع طبيعة مراكز التدريب، فموازنة المدارس الخاصة مثلاً هي أضعاف موازنات المراكز". وتمكنت مؤمنة من تخطي المصاعب، مركزة على ايجابيات مشروعها، لجهة خدمة المجتمع النسائي. وبدأ مركز "فيوتشر" للسيدات تطبيق الخطة المستقبلية الجديدة التي تبنتها إدارته اخيراً، وتقضي بتوسيع مجالات التدريب واعتماد موقع اكبر يتسع للمزيد من الصفوف. وكانت إدارة "فيوتشر" استطلعت آراء طالباتها وخريجاتها من جميع التخصصات للتعرف الى احتياجاتهن ورغباتهن ومقترحاتهن في شأن المركز وآفاقه. وتوضح مؤمنة أن اهتمام الإدارة بآراء الطالبات "ليس جديداً إذ أن المركز اعتاد منذ انطلاقه في العام 1991 على أن يأخذ مقترحات المتعاملات معه محل اهتمام ويُدخل التغييرات التي تتلاءم مع احتياجاتهن". وكانت نتائج الاستطلاع أظهرت أن 6،84 في المئة من إجمالي الطالبات المستطلعة آراؤهن طالبن بإضافة دورات تدريبية متخصصة في مجالات متنوعة تخدم سوق العمل الحالي بشكل اكبر، واقترحت نحو 8،81 في المئة أن تتركز تلك التخصصات على نواحٍ فنية مختلفة مثل التصوير الفوتوغرافي وال"غرافيك ديزاين" وما إلى ذلك. وأكدت نسبة 5،45 في المئة أن إدخال نظام الدراسة والتدريب باستخدام الكومبيوتر يجب أن يكون من أساسيات عملية التطوير في المركز. وكان تدريس المناهج باللغة الإنكليزية مطلب نحو 4،46 في المئة من الطالبات. ومن المقترحات التي حصلت على غالبية أصوات الطالبات أن تكون الشهادات التي يحصلن عليها مستقبلاً شهادات عليا مثل الديبلومات العليا أو البكالوريوس في التخصصات المختلفة، علماً ان المركز يوفر في الوقت الحاضر شهادات معتمدة دولياً في جميع التخصصات. كما تطالب الطالبات بمبنى يتيح المجال لإضافة غرف دراسية أوسع وتنويع المجالات التدريبية فيه وعبرن عن رغبتهم في وجود صالات خاصة للقراءة والمحاضرات. ومن دورة التصميم الداخلي والديكور، تؤكد عبير الجليدان أن ما جعلها تلتحق بالمركز هو رغبتها في تعلم فن الديكور ومعرفتها بالسمعة الجيدة التي يتميز بها المركز. وتعتقد صباح طرابزوني أن أسلوب التدريس فيه يختلف عنه في مراكز التدريب الأخرى "ولأنه يأخذ بوجهات نظر الطالبات من جميع الفئات ويحاول أن يتناسب مع جميع الرغبات". وتقول هند الشاعر إن "الثقة في إخلاص العاملات في المركز على جميع المستويات" هي ما جذبها للمتابعة والالتحاق بدورات مختلفة. وتؤكد آمال خاشقجي خريجة دورات لغات أجنبية، أن ما دفعها للالتحاق بالمركز هو رغبتها في إتقان اللغات وثقتها في المركز.