من المؤسف فعلاً ان نرى بعض "الإسلاميين" يطالبون حكوماتهم بتطبيق الشريعة. وقد رفع بعضهم شعار "الإسلام هو الحل"" ولست أختلف معهم في هذا الشعار بل أنا من المتحمسين لتطبيق الشريعة بشكل فوري. لكن المخجل ان هؤلاء ينادون بتطبيق الشريعة، ويوجهون الاستجواب تلو الآخر لحكوماتهم إذا ما أقدمت على أي خطوة يعتبرونها مخالفة للشريعة، لكنهم لا يتورعون عن مخالفة الشريعة عند أول اختبار لهم. وأدل مثال على ذلك هو ما يفعله بعض قيادات "جمعية الاخوان المسلمين" المصريين. إذ نجدهم يدلون بتصريحاتهم بشكل دوري لمذيعات متبرجات يظهرن بشعورهن سافرات، علماً ان الشريعة الإسلامية التي يطالبون بها تحرّم عليهن النظر الى تلك المذيعات. ولا يقتصر الأمر على قيادتهم، بل هناك من "الجهاديين" من يفعل ذلك. هذا في الجانب الاجتماعي والاعلامي. أما الجانب السياسي، فنراهم يهاجمون اشتراكية عبدالناصر التي دعا اليها في عهده، ويعتبرونها كفراً وخروجاً عن الإسلام، ثم نراهم يتحالفون مع الشيوعيين في مواطن أخرى ضد مرشحي الحزب الحاكم. علماً ان هناك من هو مسلم من هؤلاء المرشحين. وحتى لو كان مرشح الحزب الحاكم غير مرْضي، في نظرهم، فهو أولى بالترشيح من شيوعي منكر. أما في المجال الدعوي، فها هو الداعية المشهور الذي فاقت شهرته كل التصورات، وأعني عمر خالد هداه الله، نراه يعظ الناس، رجالاً ونساء، وقد برزت بعض النساء بكامل زينتهن. ولا يجد عمرو خالد اي غضاضة في النظر اليهن، علماً انه يذكّرهن بالله، وهو يخالف أمر الله نحوهن. ولهذا نريد من الداعية الذي أتمنى له التوفيق والنجاح، ان يحرص أولاً على تمييز الحديث الصحيح من الضعيف، ومن الموضوع، ولا يكثر في كلامه من إيراد الحديث الضعيف. وننصحه، وبقية الاخوة، ان يستتروا في فعل معاصيهم اذا عجزوا عن تركها. ونرجوهم الا يقدموا الإسلام لنا على هذه الصورة المخالفة لشرع الله، فيتبعهم عوام الخلق الذين التقيت شريحة منهم، وصاروا يبررون تصرفاتكم بحجج واهية لا يقبلها عاقل، فهل تحولنا من التطبيل لأنظمة فاسدة الى التطبيل لدعاة متناقضين؟ نسأل الله ان يثبتنا وإياكم على الحق. أنس بن محمد زيدان