سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أميركيان وأربعة ايطاليين بين الرهائن ، موسكو لا تستبعد التقسيم ، واشنطن في ذكرى سقوط صدام ترفع الحظر على بيع العراق "معدات فتاكة". مجلس الحكم ينتقد بريمر ورفسنجاني يحض على "تلقين الأميركيين درساً"
في 9 نيسان ابريل 2003 انهمك جنود أميركيون بعد سقوط بغداد، بإزالة تمثال صدام حسين... وفي 9 نيسان 2004 نظموا حملة لإزالة صور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي اعتبر "متطرفاً"، فيما انهمك أنصاره بمواجهات دموية مع قوات "التحالف"، وارتفعت حصيلة القتال الشرس في الفلوجة قبل وقف النار إلى 450 قتيلاً وألف جريح، كلهم عراقيون. أما الرهائن فانضم إليهم أميركيان و4 ايطاليين. راجع ص2 و3 و4 ... وفي الذكرى السنوية الأولى لسقوط بغداد ومعها نظام صدام، أُعلِن في واشنطن رفع الحظر على بيع العراق معدات عسكرية فتاكة، فيما اتسعت أصداء المواجهات الشرسة مع "التحالف" الذي اعترفت لندن بأنه يواجه "أخطر" أزمة منذ غزو العراق، في حين حذرت موسكو من "كارثة" في هذا البلد، ولم تستبعد سيناريو تقسيمه ثلاثة أجزاء، كردي وسنّي وشيعي. كما رأت "مقدمات لحرب أهلية"، محذرة علناً من تداعيات خطيرة لسحب القوات الأميركية. في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن هذه القوات باقية بعد تسليم السلطة، وأقر بأن قيوداً ستفرض على الحكومة العراقية الانتقالية، قائلاً إن لا وجود لمستنقع تغرق فيه أميركا. واللافت في سياق الضغوط المتزايدة التي بات يشكو منها مجلس الحكم، بسبب وطأة القتال، ما جاء على لسان عضو المجلس عدنان الباجه جي الذي اعتبر العمليات العسكرية الأميركية في الفلوجة "غير قانونية"، مندداً ب"عقوبة جماعية لأهل المدينة". وواجه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر أمس سيل انتقادات من القوى المشاركة في مجلس الحكم. في الوقت ذاته، حض الأردن على وقف "القتل والتدمير واستهداف المدنيين"، وأمر الملك عبدالله الثاني بارسال اغاثة عاجلة للفلوجة الخاضعة ل"الحصار والقتل والتدمير". وللمرة الأولى أبدى مسؤول إيراني بارز، وهو رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، تأييداً لأنصار الصدر، معتبراً أن "جيش المهدي يضم فتية أبطالاً متحمسين". وحض العراقيين على "تلقين الوحش الأميركي الجريح درساً". وقف النار في الفلوجة ميدانياً، تراجعت الاشتباكات في الفلوجة أمس، بعدما أعلنت قوات الاحتلال الاميركية وقفاً موقتاً للعمليات الهجومية، بعد ستة أيام من القتال الشرس، أسفرت بحسب مدير المستشفى الرئيسي في المدينة عن مقتل 450 عراقياً وجرح أكثر من ألف. وفي المقابل اشتعلت جبهة ابو غريب على مشارف بغداد، إذ سيطر مئات من المقاتلين المدججين على الطريق الى الفلوجة، ودمروا قافلة وقود للقوات الأميركية تضم عشر آليات، فقتلوا تسعة من سائقيها ومرافقيهم، وأسروا ستة هم أربعة ايطاليين واميركيان. واعترف الجيش الاميركي بمقتل أحد جنوده في المنطقة، فيما رفض "التحالف" التفاوض مع "إرهابيين"، لإطلاق الرهائن. وانضمت بعقوبة الى المواجهات، عندما هاجم متظاهرون مديرية الشرطة واشتبكوا مع القوات الأميركية التي ردت فجرحت 17 منهم. وتحدثت أنباء عن سقوط خمسة قتلى. اما في الموصل فدفع تدهور الوضع الأمني، وتكرار تعرض المواقع الاميركية للهجمات، إلى فرض حظر تجول من السابعة مساء الى السابعة صباحاً. وكان الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر أعلن أمس تعليق العمليات العسكرية في الفلوجة بهدف "اتاحة عقد لقاء بين اعضاء من مجلس الحكم ومسؤولين من المدينة مع قادة قوات التحالف". وتضاربت تصريحات المسؤولين الأميركيين، ففي حين اعلن ضابط ان وقف العمليات انهار بعد تسعين دقيقة فقط، وأن قواته تلقت أمراً باستئناف هجماتها، أكد مساعد القائد العام للقوات الاميركية الجنرال مارك كيميت ان القرار لا يزال سارياً، وإن لم يحدد مدته. وشهدت الفلوجة حركة نزوح واسعة للأهالي الذين سلكوا طرقاً زراعية في اتجاه القرى القريبة. وقتل ثلاثة عراقيين وجرح 12 آخرون في اشتباكات بين أنصار مقتدى الصدر وقوات "التحالف" بين النجف والكوفة. وأفيد أن الطريق بين النجف والكوفة مقطوعة، وقتل 15 عراقياً في اشتباكات ليل الخميس - الجمعة في كربلاء، كما قتل 6 إيرانيين على حاجز للقوات البولندية. وتضاربت الأنباء عن الوضع في الكوت، ففيما أعلن أن الجيش الاميركي استعاد السيطرة على المدينة، قال كيميت انه يتوقع ان تستعيد القوات الأميركية السيطرة الكاملة على الكوت اليوم. وانسحبت هذه القوات من مراكز الشرطة والبلدية في مدينة الصدر. وسقطت قذيفة على ناد رياضي قرب فندق شيراتون في بغداد، حيث ينزل عدد من الصحافيين الاجانب. وفيما نفى ناطق بريطاني سقوط أي جندي في العراق أمس، أكد ناطق باسم الخارجية البريطانية ان بريطانياً قتل في العراق، وأوضحت محطة "سكاي نيوز" ان البريطاني مايكل بلوس قتل في بغداد حيث كان يعمل لشركة اميركية. وأعلن كيميت أن جندياً أميركياً ومدنياً عراقياً قتلا في هجوم غرب بغداد. رفسنجاني في طهران، قال رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة إن على العراقيين "أن يلقنوا الوحش الاميركي الجريح درساً"، لئلا تغامر الولاياتالمتحدة بمهاجمة بلد آخر. واضاف ان "الوضع في العراق يشكل تهديداً كما يشكل فرصة تهديد لأن الوحش الاميركي الجريح يمكن أن يقوم بردود غاضبة، لكنه فرصة ايضاً لأن هذا الوحش يتلقى درساً بألا يغامر بمهاجمة دولة اخرى". وحذر من "نجاح الولاياتالمتحدة في تحقيق اهدافها في العراق"، معتبراً ان ذلك "سيشكل جحيماً للعالم بأسره، خصوصاً لمنطقتنا". وتابع: "على جميع المسلمين ورجال الدين العراقيين وجميع الشخصيات العراقية، وعلينا نحن ان نتعاون معاً، ويجب توجيه النصح الى الاميركيين كي يبتعدوا عن نزعة المغامرة، ويختاروا طريقاً يجنب العراقيين والمنطقة والأميركيين أنفسهم مزيداً من الآلام". ورأى ان "الولاياتالمتحدة سقطت في مستنقع، وعليها ان تختار سياسة تمكنها من الخروج منه". واشار الى ان الولاياتالمتحدة عندما هاجمت العراق، كانت اهدافها "اسقاط نظام صدام حسين والسيطرة على العراق ونفطه، وايجاد قاعدة لها في هذه المنطقة الاستراتيجية بين المتوسط والخليج، وتطويق ايران، واخيراً تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لمصلحة الدولة العبرية". لكنه اضاف ان واشنطن نجحت فقط في اسقاط صدام ونظامه.