كشف المدير العام ل"شركة الصناعات الجلدية العراقية"، المهندس سلام عبد علي، ان معدل انتاج الشركة من ملابس جلدية وأحذية وأحزمة انخفض إلى 25 في المئة من مجموع الانتاج الذي كان عليه قبل الحرب الأخيرة، جراء توقف الطلبيات لوزارة الدفاع العراقية المنحلة، مشيراً الى أن الشركة كانت تُنتج سنوياً مليون قطعة ملابس و750 ألف حذاء بالإضافة إلى الأحزمة. وقال ل"الحياة"انه قبل الحرب الأخيرة كانت نسبة50 في المئة من مجموع انتاج الشركة تذهب للجيش، فيما لا تتجاوز نسبة تسويق منتجات الشركة، التي تذهب الآن للتشكيلات العسكرية والأمنية الجديدة لوزارتي الدفاع والداخلية، خمسة في المئة. وأنحى باللائمة في انخفاض عمل الشركة على تراجع صناعة الجلود في العراق عموماً. وقال ان"غياب الرقابة على الحدود وعدم وجود الضوابط والقيود على البضائع المستوردة والمصدّرة زاد عمليات تهريب المواد الخام الوطنية ذات النوعية الجيدة، لا سيما الجلود العراقية المعروفة بجودتها في الخارج، فضلاً عن دخول السلع الى العراق من دون قيود". وأضاف ان"كل ذلك أدى إلى انخفاض مبيعات الشركة، وساهم في انتشار ظاهرة الغش الصناعي". وأشار الى أن الشركة"لم تتخل طوال الظروف الصعبة"التي مرت بها في السابق، خصوصاً في فترة الحصار الاقتصادي، عن"تمسكها بالمواصفات المعتمدة عالمياً من ناحية الجودة والمتانة والحداثة". ولا تقتصر الشكوى على"الشركة العراقية للصناعات الجلدية"التي تأسست عام 1936، بل تمتد إلى غالبية معامل صناعة الجلود الخاصة التي تعاني أيضاً من توقف انتاجها. وقال ساهم محمد، صاحب معمل خاص لصناعة الجاكيتات الجلدية، ان"عدم معرفة المواطن بنوعية الجلود الجيدة يجعله يُقبل على شراء الملابس الجلدية المستوردة، على أساس انها بضاعة أجنبية مشهود لها بالكفاءة والجودة، لكنها غالباً ما تكون ذات خامات رديئة. غير ان انخفاض أسعارها نسبياً يساهم في زيادة الاقبال عليها". من جهته، يشير صاحب محل لبيع الملابس الجلدية، جمعة باسم، إلى ان"مجموعة من التجار عديمي الضمير تتحكم في السوق وتتلاعب في أسعار الخامات، فضلاً عن استيرادها خامات رديئة لا تخضع في أغلب الأحيان للفحص". وقال:"كل هذا ساهم في تراجع صناعة الجلود المعروفة بعراقتها وجودتها". ويشير زميله سباهي حسن إلى انه اضطر إلى اغلاق محله بسبب عدم قدرته على التعامل مع"مثل هؤلاء التجار"الذين يصفهم ب"تجار الحرب". ويقول:"أغلقت محلي بعد افلاسه، بسبب تحول العراقي إلى شراء البضائع المستوردة التي يعتقد انها مناسبة له".