سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشرطة لم توجه اتهامات للموقوفين ال8 ... والمجلس الإسلامي يطلب من المساجد مساعدة قوات الأمن . لندن: تكهنات بأن مطاراً أو مجمعاً للتسوق أو سفارة كان هدفاً محتملاً لتفجير ارهابي تم احباطه
انشغلت الصحف البريطانية بالاعتقالات التي قامت بها شرطة مكافحة الإرهاب في أوساط الإسلاميين في لندن وضواحيها وتكهّنت بالأهداف التي كانت ستتعرض للتفجير على يد الموقوفين، علماً ان الشرطة لم تكن وجّهت حتى مساء أمس أي تهمة للمعتقلين الثمانية في مركزين أمنيين في العاصمة. وفي خطوة لافتة، أرسل المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو هيئة تضم نحو 400 مؤسسة، رسائل الى كل مساجد بريطانيا يطلب فيها مساعدة الشرطة في مكافحة الإرهاب. وشكر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الشرطة وأجهزة الأمن أمس على الدور الذي تقوم به، من دون الإشارة مباشرة الى الاعتقالات التي تمت في لندن والمقاطعات المحيطة بها والتي أسفرت عن اعتقال ثمانية بريطانيين مسلمين ومصادرة نصف طن من سماد "الامنويوم نايترت" الذي يمكن ان يُستخدم في صنع المتفجرات. وقال بلير أمام مجلس العموم "ان المملكة المتحدة ومصالحها في الخارج تبقى هدفاً للإرهاب، والحكومة وكل الأجهزة ستواصل القيام بكل ما تستطيع القيام به لمحاربة الإرهاب بكل طريقة". وتابع مشيراً الى الاعتقالات التي شملت الإسلاميين ان الخطر من عمل إرهابي "يؤثر في كل عائلة في هذا البلد، سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة، وصحيح ان نعمل جميعنا معاً لهزيمة هذا الخطر وعدم السماح للمتطرفين بأن يقسمونا". ويبدو ان بلير تناول هذه القضية بعدما أثيرت تكهنات في وسائل الإعلام بأن الاعتقالات الجديدة ستزيد الانقسام في المجتمع البريطاني بين المسلمين وغير المسلمين وستزيد الكراهية والشكوك في "ولاء" المسلمين لهذه البلاد. وفي هذا الإطار، بعث المجلس الإسلامي في بريطانيا برسائل الى كل إمام وعالم ومسؤول عن مسجد أو مؤسسة أو منظمة إسلامية في بريطانيا تناول فيها مخاوف الشرطة من ان حصول اعتداء في البلاد صار "حتمياً". ولفت الى "الهجوم الإرهابي الاجرامي في مدريد" في آذار مارس الماضي، وقال انه على رغم الإدانة الواضحة التي أعلنها المجلس لما حصل فإن الإسلام ما زال يُربط بالإرهاب. وحضت الرسالة التي وقعها الأمين العام للمجلس إقبال ساكاراني، على توخي اقصى درجات الحذر لمنع "عناصر مجرمة من التسلل الى الجالية" وعلى "التنسيق مع الشرطة المحلية ومنحها التعاون الكامل في تعاملها مع أي نشاط إجرامي بما في ذلك التهديد الارهابي". وتصدرت أخبار الاعتقالات الصفحات الأولى لكل الصحف البريطانية. وكتبت صحيفة "ذي اندبندنت" ان جهاز الأمن البريطاني أم آي 5 كان أول من اكتشف وجود الخلية الإسلامية من خلال التنصت على مكالمة هاتفية في شباط فبراير الماضي. وقالت ان التنصت على المكالمة أدى الى بدء تحقيق واسع شاركت فيه أجهزة الاستخبارات البريطانية ب"كل قدراتها"، وان مراقبة المشتبه فيهم استمرت ستة أسابيع تمت فيها مراقبة تحركاتهم والتنصت على مكالماتهم بين بعضهم البعض. وأضافت ان "أم اي 5" وشرطة مكافحة الارهاب ومركز التنصت في تشلتنهام جي سي أس كيو شاركت كلها في عملية متابعة أفراد الخلية. وكتبت الصحيفة ان الهدف المحتمل للمواد المتفجرة الأمنيويوم نايتريت كان على الأرجح مجمعاً للتسوق على حدود لندن، ربما كان مجمع "بلو وتر" في مقاطعة كنت أو "ليك سايد" في اسكس. وقالت ان من الاهداف المحتملة أيضاً سفارات أجنبية في لندن، وتحديداً سفارة الأردن. وأشارت الى تكهنات أخرى بأن الهدف هو مطار هيثرو أو مطار غاتويك، علماً ان واحداً من الموقوفين الثمانية يعمل في مطار غاتويك وآخر يعمل سائق تاكسي في المنطقة ذاتها. وعنونت صحيفة "ذا غارديان" على صدر صفحتها الأولى: "عملاء أم آي 5 يحبطون مؤامرة تفجير". وقالت أيضاً ان الموقوفين كانوا مراقبين منذ أسابيع، وانهم مسلمون بريطانيون مستاؤون مما يحصل للمسلمين لكنهم ليسوا مرتبطين ب"القاعدة" مباشرة.