قال مسؤول رفيع في الادارة الاميركية أمس ان الوكالة الاميركية المسؤولة عن اموال اعادة اعمار العراق ستمنح عقود ادارة وتشييد بخمسة بلايين دولار هذا الشهر. وستكون العقود اول اموال تصرف من اجمالي 18.4 بليون دولار خصصها الكونغرس لاعادة تشييد البنية التحتية في العراق بعد الحرب. ويتولى مكتب ادارة البرنامج العراقي الاشراف على انفاق هذه الاموال. وأضاف المسؤول في حديث للصحافيين رويترز ان عقود الادارة ستمنح على الارجح هذا الاسبوع وتليها عقود التشييد خلال باقي الشهر. ولم يخض في تفاصيل عن العقود المتوقعة، لكنه قال ان الولاياتالمتحدة ستقر قائمة بالشركات التي يحق لها التقدم بعروض للصفقات الكبيرة وبعد ذلك يكون لتلك الشركات حرية اختيار مقاولين من الباطن. وينتظر ان ينفق مكتب ادارة البرنامج العراقي 12.6 بليون دولار على التشييد خلال السنوات القليلة المقبلة في العراق الذي يحتاج لبلايين الدولارات في صورة استثمارات اجنبية لانقاذ اقتصاده. كما سيمنح البرنامج عقوداً في مجال النفط والكهرباء والاشغال العامة وقطاعات المياه بالاضافة الى الامن والعدل والمواصلات والاتصالات والمباني والتعليم والصحة. خدمات تقنية وعلمية أبدت مجموعة من الشركات الأجنبية استعدادها لعرض خدماتها التقنية والعلمية وبأسعار تنافسية في السوق العراقية، رغبة منها في الاستفادة من قانون الاستثمار الجديد وخطط اعادة اعمار البلاد، وذلك ضمن جهود دعم القطاع التعليمي والصناعي. وقال الدكتور عبدالكاظم جعفر الياسري عميد كلية التقنيات الكهربائية والالكترونية ل"الحياة"انه"بعد الدمار الكبير الذي أصاب المؤسسات العلمية والصناعية والتربوية في عموم العراق أصبح من الصعب تهيئة المستلزمات الاساسية للنهوض بواقعها العلمي والتربوي إلا بعد إعادة هيكلتها وتأمين حاجاتها من جديد"، مشيراً إلى"أن الشركات الأجنبية تتيح الفرصة للإطلاع على أهم المستجدات العلمية والمختبرية التي يمكن الاستفادة منها في ظل التسهيلات التي تقدمها هذه الشركات، إذا ما قامت بتجهيز معدات الاختصاصات ونقل الخبرة العلمية والتكنولوجيا إلى العراق". ونظمت كلية التقنيات الكهربائية والالكترونية التابعة لهيئة التعليم التقني في العراق، بالاتفاق مع مجموعة شركات"الخورة للتجارة العامة"في الاردن، معرضاً واسعاً في مقر الكلية في بغداد يضم عشر شركات أجنبية ألمانية وفرنسية وهولندية وإيطالية وأميركية عرضت منتجاتها في مختلف الاختصاصات للإطلاع عليها ودرس مدى الاستفادة منها في مجال التعليم التقني. وقال المهندس سفيان طه محمود ممثل شركة"كانبيرا"الأميركية المشاركة في المعرض ل"الحياة":"تقوم الشركة بإنتاج أجهزة الفيزياء الصحية التي يمكن الاستفادة منها في المواقع الصناعية التي تشهد أنشطة نووية، اضافة إلى تقديمها الطرق المثلى لتطهير النفايات النووية أو المواد ذات الإشعاعات النووية". وقال ممثل شركة"فستو"الألمانية المهندس أحمد حسين حمود ل"الحياة"ان"الشركة تعمل في مجال السيطرة الهوائية نيوماتيك ستيم وتسعى بكل إمكاناتها إلى عرض خدماتها التقنية والعلمية بغرض إدخالها إلى العراق لبيعها بأسعار تنافسية". وعرض المهندس خالد عبدالأمير ممثل شركة"مالا"السويدية إمكانات شركته التخصصية بفحص المعادن الموجودة تحت الارض وبعمق 150 متراً، مبدياً استعدادها للتعاون مع الجهات العراقية في هذا المجال. أما ماتياس مولر ممثل شركة"غونت"الألمانية المتخصصة في تصنيع النماذج والأجهزة التعليمية المستخدمة في كليات الهندسة في مختلف الاختصاصات، فقال:"هدفنا هو المساهمة في رفد الجهات المتخصصة بهذا الاتجاه في حملة إعمار العراق وتعريف القطاع التعليمي بآخر صيحات التكنولوجيا، وما توصل إليه العلم والعالم في المجالات التقنية". وقالت شركة"الخورة للتجارة العامة"إن هدفها"تقديم الإمكانات والتكنولوجيا الحديثة في المجال التعليمي الأكاديمي للاستفادة منها في التعليم العالي في العراق وتأمين المختبرات العلمية والهندسية وكذلك التعرف على امكانات الشركات الأجنبية التي لها معرفة متراكمة في مجالات الفحص والتشخيص ومعالجة البيئة". وتخشى الشركات الأجنبية التي تسعى إلى اقامة المشاريع الصناعية والاستثمار في العراق من عدم استقرار الوضع الامني نتيجة التفجيرات المستمرة التي طاولت المدنيين والجمعيات والمؤسسات الخيرية. ودفع هذا الامر شركات أجنبية كثيرة إلى تأجيل العمل في العقود المبرمة مع الوزارات العراقية بانتظار استتباب الأمن والسيطرة على عمليات القتل والتفجير، وتسليم السلطة إلى العراقيين في 30 حزيران يونيو المقبل.