دانت المملكة العربية السعودية امس الهجمات التي تعرضت لها مواكب للشيعة في ذكرى عاشوراء في كربلاء وبغداد الثلثاء الماضي واسفرت عن سقوط 170 قتيلاً. ودعت رابطة العالم الاسلامي الشعب العراقي الى "تفويت الفرصة على المغرضين"، وحذر الازهر من "فتنة" في العراق ودعا العلماء المسلمين الى "التضامن لمواجهة شر مستطير". واتهم المرجع الشيعي آية الله محمد حسين فضل الله الموساد الاسرائيلي بالتورط في تفجيرات العراق. وجاء في بيان سعودي رسمي صدر أمس: "تدين المملكة العربية السعودية ما تعرضت له بغداد وكربلاء من احداث دموية أدت الى ازهاق ارواح بريئة من ابناء الشعب العراقي الشقيق". واستنكرت رابطة العالم الاسلامي الاعتداءات ودعت الشعب العراقي الى "تفويت الفرصة على المغرضين" الذين يسعون الى اشعال "فتنة بين ابناء الشعب العراقي الشقيق". ودانت الرابطة في بيان لأمينها العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي "الاعتداءات التي حصلت في كربلاء وبغداد وما سبقها من جرائم قتل وتفجير". وناشدت العراقيين "المحافظة على وحدتهم الوطنية وتكاتف جهود كل المواطنين وتعاونهم في بناء وطنهم". كما اهابت بحكومات الدول العربية والاسلامية للتعاون في دعم وحدة واستقلال شعب العراق "وابعاده عن الفتن وحمايته من الفئات المعادية التي تسللت الى ارضه". وأشار البيان الى "وجود بعض الفئات التي تحاول استغلال الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي لاثارة الفوضى وبعث الصراعات وبث الفتنة بين الطوائف والاحزاب والاعراق المتعددة في العراق". كما ووبغداد أكثر من 130 من المثقفين ورجال الدين في السعودية ودعوا في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه المسلمين "الى رص صفوفهم ضد التطرف". وجاء في البيان: "ان الجريمتين الوحشيتين في بغداد وكربلاء وما سبقهما من اعمال عنف استهدفت اماكن مقدسة وشخصيات دينية تهدف الى ايقاع الفتنة بين المسلمين وشق صفهم ... وتكريس مبررات استمرار الاحتلال في العراق". وعقد مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر، وهو أعلى هيئة في الازهر، جلسة طارئة أمس لمناقشة التفجيرات الدموية في بعض المدن العراقية أخيراً، وأصدر بياناً عبر فيه عن "القلق من العنف" الذي شهدته بعض المدن العراقية و"سقوط مئات القتلى والجرحى ... كلهم أبناء وطن واحد يستظل العروبة ويدين بالإسلام". ودعا "ابناء هذا الوطن وكل العرب والمسلمين الى توحيد الجهود والطاقات لتجاوز محنة الاحتلال الاجنبي وما صاحبه من معاناة يكتوي بنارها الشعب كله". وحذر من "قوى تعمل في دأب ونشاط على إضعافهم، وعلى إبقاء شعب العراق مشغولاً بنفسه واجهاض مسيرته نحو الاستقلال والاستقرار". واتهم المرجع الشيعي آية الله محمد حسين فضل الله الاستخبارات الاسرائيلية بالتفجيرات التي هزت العراق الثلثاء الماضي، وقال: "انني اتهم الموساد الاسرائيلي بالمسؤولية عن هذه التفجيرات لا من خلال بعض معطيات قضائية ولكنني اعتقد ان المصلحة في التفجيرات هي لإسرائيل ولأميركا". ورأى ان لاسرائيل مصلحة في وقوع فتنة في العراق كي لا يصبح دولة قوية موحدة تنافس اسرائيل في المنطقة. وأوضح "لا ابرئ الموساد لأن اسرائيل لا تريد عراقاً قوياً موحداً يمكن ان يتحول في المستقبل الى دولة توازن اسرائيل او تواجه او تملك القوة، لان العراق بلد غني قوي في شعبه وفي امكاناته". وأشار فضل الله الى وجود تحالف بين الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية لخدمة مصلحة الطرفين في العراق. وأشار الى "سعي الموساد الاسرائيلي، بالتحالف مع الاستخبارات الاميركية، لايجاد فتنة طائفية او عرقية كما حدث في اربيل لخلط الاوراق في العراق وايجاد فتنة تبرر امتداد الاحتلال الى وقت طويل". وفي بيروت، جال السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل على رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ومركز البعثة العراقية، معبراً باسم الرئيس جورج بوش عن "غضبه وحزنه بسبب الاحداث في كربلاء وبغداد".