سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" مع القوات البريطانية في أزقة "خواجة راووش" الفقيرة و"الحي الروسي" الراقي كابول : "العرب عائدون" ... وجنود آيساف يرقصون على وقع "60 انتحارياً" 1
أمور كثيرة حصلت في أفغانستان منذ إطاحة نظام حركة"طالبان"في نهاية العام 1002. قامت حكومة جديدة. عُقد مجلسان لأعيان البلاد لويا جيركا. بدأت عملية إعادة بناء الجيش الوطني بعد سنوات من الاقتتال. وتستعد البلاد حالياً لإجراء انتخابات تعلن قيام أول رئيس منتخب شعبياً لأفغانستان بعد عقود من الانقلابات والاحتلال الاجنبي وصراع"أمراء الحرب". لكن كل هذه التطورات الايجابية تبدو مهددة اليوم اذا استمرت وتيرة تصاعد عمليات حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في ولايات الجنوب والجنوب الشرقي والتي وصلت أخيراً الى العاصمة كابول في سلسلة عمليات انتحارية استهدفت قوات"آيساف". ترصد"الحياة"في سلسلة حلقات تبدأ اليوم هذه التطورات. وفي حين تتناول الحلقة الأولى الوضع الأمني في كابول في ظل التهديدات بعمليات انتحارية واسعة النطاق، تتابع الثانية عملية إعادة بناء الجيش الوطني، والثالثة عملية نزع أسلحة الميليشيات في مزار الشريف شمال البلاد، والرابعة قضية تفشي ظاهرة زراعة المخدرات التي تبلغ اليوم مستويات خيالية. "الخطر حقيقي. كونوا مستعدين". هكذا استهل الضابط البريطاني شرحه"الالزامي"للضباط والجنود الواصلين لتوهم الى العاصمة الأفغانية. كابول، كما قال، ليست مكاناً للنزهة و"الانتحاريون"فيها قد يضربون"في أي لحظة، في الليل أو النهار، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. لقد نفّذوا حتى الآن هجومين ضدنا وضد القوات الكندية، ويستعدون للمزيد". ساعة ذاك فقط فهمت سبب"الاهتمام"البريطاني الفائق بي. فبعد رحلة مرهقة بدأت من قاعدة لاينهام ويلتشر، غرب انكلترا ودامت نحو 51 ساعة، حطت طائرة ال"هيركوليس سي 311"التابعة لسلاح الجو الملكي في مطار كابول الذي كان أشبه بثكنة عسكرية غربية ضخمة. هناك استقبلنا جنود من وحدات"الغوركا"التي تضم نيباليين يعملون في الجيش البريطاني. لم يكن"الاستقبال"عادياً. كان عليّ ارتداء سترة وخوذة واقيتين من الرصاص. أُدخلت الى عمق عربة مدرعة ناقلة للجنود. أحاط بي عناصر"الغوركا"من كل جهة. أغلقوا بسواتر حديد النوافذ الزجاجية التي قد تكشف ما بداخل المصفحة. ناقلة جنود مدرعة أخرى انطلقت وراءنا، ومعها سيارتا جيب تقلان جنوداً يشهرون رشاشاتهم في كل صوب. بعد نحو نصف ساعة من"الطيران"عبر شوارع كابول وسحب الغبار ترتفع خلفنا، وصل الموكب الى"كامب سوتر"مقر قيادة القوات البريطانية في العاصمة الأفغانية. قلعة حصينة تحيط بها سواتر ترابية وحواجز من الاسمنت المسلح وحواجز لا تنتهي. قرابة 004 جندي يعيشون هنا. هم جزء في القوة الدولية"آيساف"المكلفة حفظ الأمن في كابول ومساعدة الحكومة المركزية على الوقوف على قدميها بعد عقود من الحروب. ما ان وصل الموكب الى"كامب سوتر"حتى استُدعيتُ الى اجتماع "بريفينغ" يتناول اجراءات السلامة الواجب اتباعها في العاصمة الأفغانية."الحضور إلزامي"، كما قال الضابط المكلف تسهيل مهمتي. لم أكن وحدي. كنا أربعة صحافيين وعشرات العسكريين الذين كانوا على وشك بدء مهمتهم الأولى في كابول. تناوب عدد من الضباط على الكلام. إفعل هذا ولا تفعل ذاك. هذه أشكال ألغام لا تقترب منها. هذه تقاليد المجتمع الأفغاني المحافظ عليك بمراعاتها. كلامهم كان موجهاً، في الإجمال، الى العسكريين الذين لا يعرفون الكثير عن البلد الذي سيبدأون خدمتهم فيه. لكن"درس العمليات الانتحارية"كان موجهاً الى الجميع. فالقاعدة البريطانية كانت لا تزال تعيش وقع صدمة فقدانها أحد عسكرييها متطوع في"تيريتوريال آرمي"أو"جيش المناطق" في عملية انتحارية استهدفت موكبه في 82 كانون الثاني يناير الماضي. اقتربت سيارة تاكسي من دورية كانت على بعد أقل من كيلومتر واحد عن"كامب سوتر". وما ان وصل سائقها بمحاذاة آلية الجندي جوناثان كيتولغودا 32 سنة، وهو طالب من منطقة بليموث حتى فجّر سيارته المحشوة بقرابة 002 كيلوغرام من المواد المتفجرة. تناثرت بقع الدماء. إضافة الى العسكري القتيل، أصيب عدد من رفاقه ومترجم أفغاني بجروح وبعضهم ما زال يخضع للعلاج حتى الآن. كان التفجير العمل الانتحاري الثاني في يومين ضد القوات الأجنبية في كابول. قبل ذلك بيوم، فجّر انتحاري آخر حزاماً من المتفجرات لفّه حول جسده بدورية كندية فقتل أحد أفرادها ومدنياً أفغانياً. دقت العمليتان الانتحاريتان ناقوس الخطر في صفوف قوات"آيساف"التي كانت حتى الآن تسير في شوارع كابول بسيارات نقل خفيفة مكشوفة، وفي أحيان كثيرة سيراً على الأقدام. كان ذلك جزءاً من"رسالتها"الى المواطن الأفغاني:"لسنا جنوداً يحتلون بلادك. إننا هنا لمساعدتك، ولتوفير الأمن لك. وهذا لا يتم سوى بالاحتكاك بالمواطنين والاستماع الى شكاواهم ومطالبهم"، كما قال الكولونيل مايك غريفنيث، قائد القوات البريطانية في أفغانستان. سألته كيف غيّر التفجير الانتحاري أسلوب عمله؟"في اليوم الأول كانت هناك صدمة لخسارة الجندي. كان علينا ان نتأقلم مع الوضع الجديد المثير للقلق للغاية. العمليات الانتحارية هي التهديد الأكبر الذي يواجهنا حالياً. تحوّلنا الى استخدام"الساكسوس"الآلية المصفحة التي اقلتني من المطار. لكننا لم نتوقف عن استخدام الدوريات الراجلة. فالاحتكاك بالمواطنين مهم جداً لنا". وهل يخشى ان يكون التفجيران الانتحاريان بداية سلسلة من هذا النوع، مثلما يحصل في العراق حالياً؟ صمت قليلاً ثم أجاب محاولاً تقديم صورة ليست بالغة السوء لكنها واقعية الى درجة معقولة:"التفجيرات الانتحارية خطيرة للغاية. لا يمكنك وقف الانتحاريين فهم يريدون الموت ... التفجير الانتحاري الأول حصل في حزيران يونيو 3002 واستهدف الباص الألماني قُتل فيه أربعة أشخاص وجرح كثيرون. ثم توقفت العمليات ... لم يكن عندنا علم مسبق بالعملية الانتحارية التي استهدفت دوريتنا. لكننا أُبلغنا بأن العرب عائدون الى كابول. عملية الباص الألماني، كما قيل، نفّذها عربي. وأجهزة الأمن الأفغانية تقول لنا الآن ان 06 انتحارياً وصلوا الى كابول أو انهم في الطريق اليها. نعم، هذا تهديد يثير قلقنا للغاية". لم يحدد غريفينث من المسؤول عن التفجيرين الانتحاريين الأخيرين. قال انه أُبلغ بأسماء بضعة أشخاص يُشتبه في ان أحدهم الانتحاري الذي فجّر نفسه بالدورية البريطانية، وان حركة"طالبان"ربما هي المسؤولة لأنها تعلم"انها تلفت الانتباه اليها إعلامياً اذا ضربت في كابول". لم يكشف القائد البريطاني هوية أي من الانتحاريين المحتملين. لكن ليس سراً ان البريطانيين يشتبهون في ان منفذ التفجير ضدهم عربي وليس أفغانياً، مما يرجّح ان"القاعدة"وليس حركة"طالبان"وراء العملية الانتحارية. سألت الكابتن توم سميث، الناطق باسم"كامب سوتر"، عن معلومات تفيد ان المهاجم الانتحاري ضد الدورية البريطانية جزائري يدعى"سعد"يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، فقال ان الكولونيل غريفينث لا يمكنه تأكيد ذلك أو نفيه. مع"الغوركا"في كابول صحيت بعد ليلة من"الكوابيس"- أفكّر في الانتحاريين ال06 الذين تحدث عنهم غريفينث، وأين يمكن ان تقع ضربتهم المقبلة التي تقول مصادر أمنية غربية انها قد تكون"غير اعتيادية"ويشارك فيها أكثر من انتحاري واحد وتستهدف أكثر من موقع في آن واحد. كانت الخامسة والنصف صباحاً والسماء ما زالت مظلمة. لكن صوت المؤذن ينادي الى الصلاة كان يعلن أيضاً ان الفجر انبثق. بسرعة التحقت ب"دوريتي"، وهي عبارة عن مصفحتين وسيارتي جيب. المهمة: نصب حواجز للتفتيش عن الأسلحة، ثم القيام بجولة في أحياء فقيرة في العاصمة والتحدث مع السكان والاستماع الى شكاواهم، قبل القيام بدورية راجلة ثانية في"الحي الروسي الشمالي"، وهي منطقة راقية جداً بالمعيار الأفغاني. وضع جندي يده على زناد رشاشه. لم يظهر سوى نصفه من عربة"الساكسون"المصفحة. لفّ وجهه بكوفية فلسطينية تحميه من غبار كابول القادر، كما بدا لي، على اختراق أي"تحصينات"يمكن ان تعترض سبيله. أحاط بي جنود نيباليون صغار يحمل كل منهم رشاشاً وخنجراً طويلاً أزرق شعار"الغوركا". في مقود القيادة جلست الجندية ميشيل بيفي، وهي شابة شقراء في مطلع العشرينات من عمرها. كانت تنظر يميناً وشمالاً لتتأكد، بالطبع، من سلامة سيرها - ولتتفادى الانتحاريين المحتملين الذين تحدث عنهم الكولونيل غريفينث، كما قلت في نفسي. انطلقت ميشيل تسابق الريح. كانت تحرّك المصفحة كأنها دمية صغيرة في يدها. كلما سقطت في حفرة - وما أكثرها في كابول - كنت"أطير"من مقعدي ليرتطم رأسي بسقف بدا - وهو حقاً كذلك - فولاذاً لا يُقهر، لولا الغطاء الجلدي الذي كان يخفف وقع الضربة. نصب الجنود حاجزاً عند مدخل منطقة"خواجة راووش"، جنوب مطار كابول. كانوا يتحدثون بلطف مع المارة. بضع سيارات فقط عبرت هذه المنطقة الفقيرة. فكابول، كما يبدو، ما زالت نائمة. اكتفى عناصر"الغوركا"بتوزيع صحيفة محلية تطبع بلغات البشتو والداري التي يتحدثها الأفغان والانكليزية، وتشرح للمواطنين ماذا يجري في بلدهم والجهود التي تقوم بها الدول الغربية لمساعدة الأفغان. بعد انتهاء الحاجز نزل الجنود من عرباتهم للقيام بدورية راجلة في أزقة"خواجة راووش". المنطقة كناية عن أكواخ من الطين والقش - تفصلها عن بعضها أزقة ضيقة تخترقها، من وسطها، مجاري مياه الصرف الصحي المتدفقة من هذه البيوت الفقيرة. كانت الحركة قد بدأت تدب في الأحياء ساعة وصولنا. ترك الجنود بعض رفاقهم في حراسة المصفحات التي لا يمكنها"اختراق"هذه الأزقة الضيقة، وساروا في صفوف. كل واحد منهم يبعد بضع خطوات عن رفيقه. كانوا يتحدثون مع السكان من حين الى آخر. فالجنود النيباليون يعرفون اللغة الأوردية التي يفهمها الأفغان البشتون، وهو أمر يسهّل الى حد كبير عملية التخاطب بين الطرفين وهو أمر كان يتعذّر على البريطانيين الذين كانوا يأخذون معهم مترجمين كلما أرادوا دخول تلك الأحياء من كابول. ما هي سوى لحظات حتى انتشر خبر وصول الدورية في أحياء المنطقة. بدأ الأطفال يخرجون بالعشرات من منازلهم. كثيرون منهم كانوا يحملون كتباً أجنبية بالانكليزية والألمانية. كانوا ذاهبين لتلقي دروس خاصة. فأفغانستان حالياً في فترة"فرصة الشتاء"المدرسية التي توازي فترة"فرصة الصيف"في البلدان العربية. صاروا يتبارون من منهم يتحدث أفضل بالانكليزية."هاو آر يو. كاكاو"، هتف صبي في العاشرة من عمره مرحّباً بالجنود ومطالباً، في الوقت نفسه، بقطعة شوكولاته كاكاو. حمل صبي آخر كتاب تعلم اللغة الانكليزية وصار يقرأ جُملاً صغيرة بانكليزية خلت من الخطأ. سيواشي 21 سنة بدا أكبر الصبيان الذاهبين الى المدرسة. سألته - عبر مترجم رافقني - كيف يشعر تجاه هؤلاء الجنود الذين يجوبون شوارع قريته. فأجاب بثقة ووعي سياسي لا يتوافر لمن في سنّه:"أحبهم. آيساف طردت طالبان واعادت إعمار مدرستنا". حاول ان يضيف"أريد ان أصبح طبيباً"، عندما اقترب رجل في متوسط عمره عرّف عن نفسه باسم"أحمد ضيا". قال:"نحن سعداء ان آيساف تقدم الحماية لنا. أخذت قريبتي قبل يومين الى المستشفى بعد منتصف الليل ولم يعترض أحد سبيلنا. صرنا نشعر بأمان. لا يريد رحيل هؤلاء الجنود سوى من لا يريد الخير لأفغانستان". سألت الجندي النيبالي الذي كان يقف بجانبي، ماذا يفعل في هذه البلاد حيث يمكن ان يُقتل في أي لحظة. فرد بأنه جزء من القوات البريطانية التي جاءت الى أفغانستان ل"مساعدة شعبها. إننا نقوم بدوريات لكي نجعل السكان يشعرون بالأمن والاطمئنان. نريد ان نفوز بعقول الناس وقلوبهم". واصلت الدورية سيرها حتى بلغت أزقة موحلة لا يمكن عبورها سوى"سباحة". سار صحافي باكستاني الى جانبي. كان يسقط في حفرة تلو الأخرى حتى فقد توازنه وسقط أرضاً وبدأ الدم ينزف من أنحاء متفرقة من جسمه. هرع الجنود لنجدته. نقله بعضهم الى سيارة طوارئ اقتربت قدر الإمكان من مكان الحادث. ابتسم صبي يعرف العربية - كان يعيش في بيشاور ولديه أصدقاء مغاربة - وقال ان الصحافي الجريح"لا يبدو معتاداً سوى على شوارع بريطانيا التي يعلوها الاسفلت!". انتهت"رحلة الأزقة"عند جسر صغير مطلي بالأزرق يربط ضفتي قناة مياه متفرعة من نهر كابول. كان السكان، كما شرح أحدهم، يعبرون بين الضفتين بطرق بدائية تتطلب الغوص في مياه القناة. ومع تسلم"آيساف"أمن كابول قامت دول غربية بمشاريع كثيرة لتحسين أوضاع السكان، وكان الجسر واحداً من تلك المشاريع التي نفّذها البريطانيون. انتقلت الدورية من"خواجة راووش"الى منطقة سكنية تُعرف بحي"الشقق الروسية الشمالية". المنطقة عبارة عن مبان سكنية بناها الروس لضباطهم خلال فترة احتلالهم 9791-9891. وانتقلت ملكية تلك الشقق التي تبدو وكأنها الدليل الوحيد على وصول العمران الى كابول، عوائل أفغانية ميسورة. الشقة هنا، كما قيل، تؤجّر بما بين 003-004 دولار في الشهر، وتُباع بسعر يتراوح بما بين 06-57 الف دولار. أرقام خيالية بالمستوى الأفغاني لا يوفّرها سوى قلة، لكنها مطلوبة الى حد خيالي أيضاً. سكان المنطقة تبدو عليهم سمات"علّية القوم". الفتيات يسرن بدون البرقع الذي فرضته حركة"طالبان"على الأفغانيات. أربع صبيات سرن يتأبطن أذرع بعضهن وينظرن، بحياء، الى هؤلاء العسكريين الأجانب في حيّهن. بعدهن سارت سيدات اكتفين بوضع حجاب صغير يغطي جزءاً من شعورهن. ما كان ذلك متخيّلاً قبل سنوات قليلة فقط، عندما كان عناصر فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة ل"طالبان"يجوبون شوارع كابول بحثاً عن برقع لا يستر ربما جزءاً من ساق إمرأة أو جزءاً من شعرها، أو عن لحية ليست طويلة بالحجم الذي تفرضه الحركة على الرجال. وقف الجنود ينظرون الى كهل يحمل بندقية صغيرة وأمامه لوحة تحوي دوائر يفوز من يصيبها بهدية ما. دعاني الكهل ل"أظهر مهارتي". أخذت البندقية، مرغماً، وعاينت طويلاً علامة داخل اللوحة. أخذت نفساً عميقاً، صوّبت وأطلقت النار. الحمد لله أن أحداً لم يكن يقف وراء اللوحة. فرصاصتي"اختفت"من دون ان تلمس اللوحة بأكملها، ناهيك عن الدائرة المحددة داخلها. أخذ مكاني صبي صغير. عاين الدائرة للحظة ثم أطلق رصاصته فاخترقتها. "سيكون قناصاً رائعاً عندما يكبر". قلت في نفسي: إذا لم ينجح البريطانيون - ويبقة الغربيين - في الفوز بقلوب الأفغان وعقولهم، كما يتمنون، فإن رصاصة"قناص"مماثل لهذا الفتى ستتوجه اليهم في مستقبل قريب. انهت الدورية مهمتها وأقفلت عائدة الى"كامب سوتر". أخذت الشابة الشقراء مجدداً مقود المصفحة وصارت"تطير"في شوارع كابول. وأخذت أفكّر مجدداً بالانتحاريين ال06 المختفين في العاصمة الأفغانية.