تتجه بريطانيا لإرسال قوات لها إلى أفغانستان مع توسع قوات حلف الناتو «هناك في مناطق الجنوب، مع زياردة عمليات قوات طالبان» التي حكمت كابول لسنوات وأطاحت بها قوات متعددة الجنسية قادتها الولاياتالمتحدة بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن في عام 2001. وستحل قوة بريطانية قد تصل إلى ثلاثة الاف جندي محل أخرى أمريكية نتيجة للانسحاب من بعض الخطوط الأمامية. فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عن سحب حوالي 2500 جندي أمريكي لتصل القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 16,500 جندي فقط وينتشر أغلبها على الحدود مع باكستان وفي مناطق كانت تحتضن تنظيم «القاعدة» الذي كان يتخذ هذه البلاد قاعدة له قبل أحداث نيويورك وواشنطن. وتصل القوات البريطانية إلى أفغانستان في الربيع وستتولى القيادة لقوات «ايساف» لحفظ السلام في توسع جديد لحلف «الناتو» الذي أعلن عن بقائه هناك لفترة طويلة حتى يتم تأمين أفغانستان ضد تنظيم القاعدة، ومنع جماعة طالبان والملا عمر للعودة إلى السلطة مرة أخرى. وتؤكد وزارة الدفاع البريطانية أن إرسال قوات إضافية للعمل في أفغانستان ضمن حلف الناتو تؤكد بأنه لن يؤثر على وجود قواتها في جنوب العراق الذي يصل إلى ثمانية آلاف جندي يتركزون في البصرة وعدة مناطق أخرى داخل المواقع العراقية. وهناك حديث عن أن الولاياتالمتحدة قد تسحب بعض قواتها من العراق بعد تأمين الانتخابات العراقية الأخيرة. وقد يعني ذلك عودة حوالي 12 ألف جندي أمريكي إلى بلادهم يعود العد الشامل للقوات الأمريكية إلى 138 ألف جندي، وهو الرقم الذي كان قبل دعوة العدد الإضافي للمشاركة في تحصين عملية الانتخابات البرلمانية من المتمردين. وكان وزير الدفاع البريطاني د.جون ريد تحدث عن احتمال بدء سحب قوات بريطانية من العراق نهاية العام المقبل ومع قدرة القوات العراقية على القيام بمهمات أمنية وعسكرية، مما قد ينهي مهمة القوات البريطانية في جنوب العراق. ودعا نشطاء للسلام إلى سحب القوات البريطانية من العراق وحتى لا يتعرض الجنود للقتل على يد عناصر متمردة تطالب بخروج القوات البريطانية وانهاء مهمتها في العراق. وقد حاولت مجموعة من عائلات جنود بريطانيين قتلوا في العراق الحصول على حكم قضائي يجرم غزو العراق باعتباره غير قانوني واستند على تقارير استخباراتية كاذبة. وكانت وحدة بريطانية عسكرية صغيرة تتمركز في «كابول» العاصمة الأفغانية ومنطقة مزار الشريف غير أن زيادة العدد لأكثر من ثلاثة آلاف جندي بريطاني يعني انتشار هذه القوات مع أخرى كندية وهولندية في مناطق جديدة لم تصل إليها بعد قوات حلف الناتو «ايساف» التي تقوم بتدريب الجيش الأفغاني والشرطة وتعتزم الانتشار في مواقع تشهد عودة نشاط لمجموعة طالباني مرة أخرى. فقد خسر الأمريكيون خلال فترة عملهم بأفغانستان حوالي 69 جندياً في معارك ومواقع اشتباك مع عناصر «القاعدة» ومجموعة «طالبان».