نصّب زعيم المتمردين في جبهة المقاومة الوطنية الهايتية غي فيليب نفسه قائداً عسكرياً، وهدّد باعتقال رئيس الوزراء الحالي إيفون نبتيون بعدما استولى رجاله على المقر الرئيسي السابق لقيادة الجيش، في خطوة رفضت واشنطن الاعتراف بها. وطالبت واشنطن المتمردين بتسليم أسلحتهم. وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر ضرورة استجابتهم لهذا الطلب، تمهيداً للعمل على تقليص العنف، واختيار حكومة ديموقراطية جديدة في البلاد. وقال إن "المتمردين مثل الموالين لأريستيد يجب أن يعودوا إلى بيوتهم". وأضاف أن واشنطن تؤيد إجراء محادثات مع المعارضة الديموقراطية الهايتية، لكن "ليس مع المتمردين والمجموعات المسلحة وبقايا الجيش وسرايا الموت السابقة". كذلك وجه روبرت نورييغا مساعد وزير الخارجية للشؤون الأميركية انتقادات أكثر حدة إلى فيليب، وقال إن الاخير "لا يسيطر على شيء، باستثناء عصابة يرتدي عناصرها ثياباً بالية". وجددت واشنطن دعمها خطة لتشكيل لجنة من ممثلين عن الحكومة وأحزاب المعارضة والمجتمع الدولي لتنصيب مجلس من تسعة هايتيين، تكون مهمته التشاور مع الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول في تعيين رئيس لحكومة موقتة، تعمل على تنظيم انتخابات. وردّ فيليب بالقول: "لن اسلم الأسلحة على رغم الضغوط الدولية.الشعب وحده يستطيع أن يطلب منا ما يريده"، لافتاً إلى أنه يحظى بتأييد 90 في المئة من قوات الشرطة. كذلك طالب فيليب الرئيس الموقت بونيفاس ألكسندر بإعادة تأسيس الجيش الذي حلّه الرئيس المخلوع جان برتران أريستيد .كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات العسكرية التي تصب في هذا الإطار. اللجنة الثلاثية سياسياً، اختارت المعارضة عضو منظمة النضال الشعبي اليسارية بول دينيس مرشحاً للجنة الثلاثية التي تنص على تشكيلها خطة دولية لتسوية الأزمة. وسيمثل الأسرة الدولية المنسق المكلف هايتي في برنامج الأممالمتحدة للتنمية اداما غويندو. ولم يعين حزب أريستيد ممثله حتى الآن. وستقوم هذه اللجنة باختيار مجلس يتولى تعيين رئيس للحكومة. وقال إيتيان "يجب أن يلتقي غي فيليب الرئيس بالوكالة بونيفاس ألكسندر وان يعين قائداً للقوات المسلحة الهايتية" معرباً عن أمله في "تشكيل حكومة قبل الجمعة بمساعدة الجبهة". ورأى الأمين العام للأم المتحدة كوفي أنان أن إحلال الاستقرار في هايتي يمكن أن يستغرق سنوات، فيما أكد رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الجنرال فرانسواز بوزيز أن قراره منح اللجوء السياسي لرئيس هايتي المخلوع أريستيد، "عمل إنساني". وقال إن بلاده "ترحب بأي شخص في محنة، ويحتاج إلى لجوء". تعزيزات عسكرية على صعيد آخر، واصلت باريسوواشنطن تعزيز قواتهما في مرفأ العاصمة الهايتية التي شهدت أعمال نهب نهاية أسبوع. وقام مشاة البحرية الأميركية المزودون بصواريخ أرض - أرض، بعرض للقوة في المرفأ الذي يسيطر عليه الموالون لأريستيد. وكان متوقعاً أمس، وصول قرابة 140 عسكرياً من الفرقة الأجنبية الثالثة للمشاة الفرنسيين إلى البلاد. وتشكل القوات الأجنبية التي تنتشر في هايتي طلائع قوة متعددة الجنسيات تنتشر بتفويض من الأممالمتحدة.