ارتفع الدولار أمس الى أعلى مستوى يسجله السنة الجارية أمام اليورو والفرنك السويسري واقترب من أعلى مستوى سجله مقابل الين منذ بداية السنة، مواصلاً اتجاهاً صعودياً بدأه في الآونة الاخيرة بفضل توقعات بانتعاش سوق العمل الخاملة منذ فترة في الولاياتالمتحدة، وبالتالي رفع سعر الفائدة على الدولار في وقت لاحق. وعززت قفزة لمؤشر قطاع العمل في بيانات اميركية أعلنت يوم الاثنين الماضي التوقعات بأن بيانات اجور القطاعات غير الزراعية في الولاياتالمتحدة المقرر اعلانها غداً المقبل ستكون ايجابية. وقال تجار ان جزءاً كبيراً من الاقبال على شراء الدولار يرجع لاسباب فنية لتغطية مراكز مكشوفة اثر هبوط اليورو ما دون مستويات دعم رئيسية مقابل الدولار أمس. كما اضير اليورو في الاسبوع الماضي نتيجة تكهنات باحتمال أن يخفض البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة في اجتماعه اليوم. وقال الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي ان انخفاض قيمة الدولار سيسهم في نهاية الامر في خفض العجز الكبير في الميزان التجاري وميزان المعاملات الجارية من دون أن يؤدي الى اضطرابات كبيرة. وأضاف غرينسبان في كلمة أمام النادي الاقتصادي في نيويورك أول من أمس أنه لا يعتقد أن التدخل المكثف في أسواق العملة من جانب دول آسيوية ومنها اليابان والصين يعمل على رفع قيمة اليورو مقابل الدولار على رغم شكاوى الدول الاوروبية من ذلك ومن أنه يمثل تهديداً لانتعاشها الاقتصادي. وأضاف أن سعر الفائدة الحالي يهدف للتكيف مع الاوضاع الحالية وأنه سيرتفع في وقت من الاوقات"الى وضع أكثر حيادية لانه لا يتفق مع الاستقرار العام في الاجل الطويل". وتابع:"ما نتعامل معه الان حالة خاصة جداً. وكل ما يمكنني قوله هو أن لمسؤولي البنوك المركزية هدفاً أولياً لحماية قيمة العملة وفي جميع الاوقات نسأل أنفسنا... هل أسعار الفائدة منخفضة للغاية؟" ويبلغ سعر الفائدة على الدولار الان واحداً في المئة وهو أدنى مستوى للفائدة منذ عام 1958 ويتوقع محللون أن يبدأ البنك المركزي الاميركي رفع الفائدة خلال السنة الجارية مع تحسن وتيرة الانتعاش الاقتصادي. وزاد الدولار أكثر من ستة في المئة من أدنى مستوياته مقابل اليورو في الشهر الماضي وخمسة في المئة من أدنى مستوى في ثلاثة اعوام ونصف العام مقابل الين، ما دفع بعض المحللين الى التكهن باحتمال توقف الاتجاه النزولي الذي استمر عامين. وانخفض اليورو الى 1.2160 دولار من 1.222 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس بعدما خسر 2.35 سنت مقابل الدولار أول من أمس، وارتفع الدولار الى 1.3071 فرنك فرنسي متجاوزاً حاجز 1.3 فرنك للمرة الأولى منذ ثلاثة شهور. وسجل الدولار 110.45 ين مقابل 110.08 ين عند اغلاق سوق نيويورك أول من أمس. وبلغ الاسترليني 1.8277 دولار مقابل 1.839 دولار، وارتفع في الساعات التالية من التعامل الى 1.8309 دولار. ويسود السوق حذر، قبل قرار لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك انكلترا المركزي في شأن أسعار الفائدة المتوقع اليوم.