خفف بنك اليابان المركزي أمس تشدده على السياسة النقدية، قائلاً انه سيضخ المزيد من الاموال في سوق المال لاعطاء دفعة للانتعاش الاقتصادي، في خطوة لم تتوقعها الاسواق. وقال محللون ان القرار الذي جاء بعد ان أعلنت الحكومة انها ستجري الانتخابات في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، عكس ايضاً المخاوف المتعلقة بقوة الين التي تخشى السلطات اليابانية ان تعوق الصادرات وتمنع توفير فرص عمل. وفاجأ القرار أسواق المال. وقال ماكوتو ياماشيتا المحلل في "يو اف جي تسوباسا سكيوريتيز": "لا اعتقد ان احداً في السوق كان يتوقع ذلك". ومن الناحية النظرية فإن الضغوط النزولية على اسعار الفائدة يجب ان تجعل العملة اليابانية اقل اغراء، لكن الين ارتفع وكذلك اسعار الاسهم بعد خطوة بنك اليابان. وقال توشيهيكو فوكويا محافظ بنك اليابان المركزي في مؤتمر صحافي أمس ان البنك بخطوته هذه لم يكن يستهدف سعر الين. وأضاف: "تعديلنا لمعروض الين استند الى نظرتنا للاقتصاد بشكل عام وللأسعار". وزاد: "نحن بالتأكيد لن نجري تعديلات تستند فقط الى ظروف سوق الصرف الاجنبي". ورفع بنك اليابان، الذي يسعى الى دعم السيولة في القطاع المصرفي، الحد الاقصى للنطاق المستهدف لودائع البنوك لدى البنك المركزي الى 32 تريليون ين 293.3 بليون دولار من 30 بليون ين. ويأمل بنك اليابان ان يدفع الضخ القسري للنقود، من خلال ما يطلق عليه "التسهيل الكمي للسياسة النقدية"، البنوك الى زيادة الاقراض والاستثمار، ما يدعم الاقتصاد. وقال فوكويا ان أسس الانتعاش التدرجي قائمة، لافتاً الى ان حدوث انتعاش مستدام ذاتياً في الطلب المحلي سيستغرق مزيداً من الوقت". وتابع: "في مناسبات سابقة رفعنا فيها مستوى السيولة المستهدف كنا نستهدف التعامل مع مخاطر نزولية في الاقتصاد. لكن هذه المرة لا نستهدف التعامل مع مخاطر نزولية. اننا نعدل تقويمنا للاقتصاد صعوداً". واغلقت الاسهم اليابانية أمس مرتفعة 2.42 في المئة بعد يومين من الخسائر، وسجل مؤشر "نيكاي" في نهاية التعامل 10786.04 نقطة. وتراجع الدولار الى مستوى منخفض جديد في ثلاث سنوات مقابل الين في التعاملات الآسيوية والاوروبية أمس مع تنامي التوقعات بانتعاش اقتصادي ياباني أقوى من المتوقع سابقاً. ولم يفلح القلق من تدخل السلطات اليابانية في وقف ارتفاع الين مع تكهنات باحتمال ان تواجه طوكيو صعوبة في بيع الين بشكل مكثف قبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع المقبل. وبلغ سعر الدولار أمس 108.32 ين مقابل 108.1 ين في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وارتفع اليورو الى 1.1785 دولار من 1.174 دولار، في حين تراجع سعر الجنيه الاسترليني قليلاً امام الدولار الى 1.6619 دولار من 1.665 دولار أول من أمس.