من الطبيعي أن ينحاز رجال المصارف الإسلامية لمصارفهم وأن يدافعوا عنها ويروجوا لها. لكن اللافت أن يأتي ذلك كله من خارج منظومة العمل المصرفي الإسلامي وأن يتم الدفاع عن الفكرة من المنافسين التقليديين. ويعتبر محمود الكوفي، الرئيس التنفيذي ل"شركة الخدمات المالية العربية" AFS التي يملكها 50 مصرفاً عربياً من اشد المتحمسين للمصارف الإسلامية ومن اكثر المتعاملين معها من خلال إصدار شركته بطاقات ائتمانية قائمة على مبادئ الشريعة. كيف يمكن لمصرف أو شركة مالية تقليدية تكييف نفسها لتقدم خدمة إلكترونية متطورة للعديد من المصارف الإسلامية؟ - ان نظرة سريعة على عدد من برامج الشركة التي أصدرت من خلالها بطاقات الائتمان للمصارف الإسلامية توضح أن المرتكز الرئيس لهذا المنتج يقوم على مبدأ التورق، كما أن المرتكز الآخر يعتمد على منتج الإجارة ثم على مبدأ الضمان وهكذا. ما هي أهداف هذه العلاقة ومبرراتها؟ - هذه الأهداف تنسجم مع أهداف الشركة التي تتلخص في خدمة القطاع المصرفي العربي من دون استثناء، بما فيه بطبيعة الحال المنظومة المصرفية الإسلامية التي تتمتع بوجود قوي في مختلف أسواق المال العربية. "الاسلمة المصرفية" هل يأتي هذا التوجه منسجما مع توقعاتكم حول مستقبل العمل المصرفي الإسلامي؟ - نظرتنا الى مستقبل هذه العمل نابعة من قناعتنا بأن اسلمة العمل المصرفي هو نتيجة طبيعية لكوننا نعيش في مجتمع إسلامي له تركيبته الخاصة في صوغ مبدأ المعاملات. لذا فان تحديث العمل المصرفي الإسلامي في مجال الموارد البشرية والأنظمة والأدوات المالية يشكل هاجسا لدى القائمين على هذه المصارف الإسلامية التي لم تستطع المنافسة في أسواقها التقليدية حتى الآن. وفي شكل موجز فان مستقبل العمل المصرفي الإسلامي مرتبط بمدى تمكن المؤسسات المالية التقليدية من توفير المنتجات المصرفية والأدوات التمويلية بمختلف أنواعها طبقا لتوافقها مع أحكام الشريعة الإسلامية عن طريق استخدام التقنية العالية وعبر موارد بشرية مدربة في شكل جيد لخدمة الزبون بأسلوب راق. إذن لماذا تعتبر خطوة الشركة نموذجا للتعاون بين المصارف الإسلامية والمؤسسات الأخرى؟ - الحاجة الى وجود هذا التعاون المذكور من ضمن الأمور الملحة في الدول الإسلامية والعربية لسبب بسيط جدا هو عدم قدرة اكثر هذه المصارف، سواء الإسلامية منها أو التقليدية، على المنافسة في الأسواق العالمية حالياً، وفي أسواقها المحلية مستقبلاً، نتيجة المنافسة من قبل المصارف العالمية الكبرى التي بدأ بعضها تقديم خدمات إسلامية على غرار "سيتي بنك" والتي ستستفيد من عملية تحرير الأسواق في القريب العاجل. وتأتي مكانة الشركة في مساعدة البنوك الإسلامية في هذه الفترة الحرجة لسد الفجوة بين ما تتطلبه الأسواق من خدمات وأدوات تعتمد على التقنية العالية غير المتوافرة حاليا لدى الكثير من هذه المصارف وبين قدرات المصارف العالمية على استثمار ما طورته لأسواقها الخاصة في الماضي "scales of economies". كما أن على المصارف أن تفكر جدياً في موضوع الدمج والتملك وموضوع التعاون مع المؤسسات المتخصصة مثل الخدمات المالية العربية لتستطيع زيادة رقعة حصتها من السوق وهذا هو الأساس اضافة إلى تثبيت موقعها التنافسي. ما هي الصعوبات التي واجهت هذا التعاون وكيف استطعتم التغلب عليها؟ - في الحقيقة لم تواجهنا صعوبات تذكر في التعاون مع المصارف الإسلامية. فنحن نتمتع بعلاقات متميزة مع الكثير من هذه المصارف اذ استطاعت الشركة أن توفر خدمات حلول المعالجة الإلكترونية لجميع البطاقات الإسلامية التي طرحت في الأسواق أخيراً. كما طرحت الشركة مع بدايات 2004 بطاقة x-change card المدفوعة مسبقا والمدعومة من قبل "ماستركارد" العالمية والتي حازت قبول واهتمام معظم المصارف في المنطقة وخارجها بما فيها الإسلامية كونها تتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية. ومن مميزات البطاقة إمكان استخدامها للتسوق في المحلات التجارية ولاجراء السحوبات النقدية من خلال أجهزة الصراف الآلي المعتمدة عالميا. وهي وسيلة آمنة ومضمونة للدفع اذ تحتاج كافة العمليات إلى رقم تعريف شخصي خاص رقم سري يتم اختياره من قبل حامل البطاقة عند شرائها. ونحن نعتبر الشركة الأولى التي طورت هذه الأدوات نيابة عن المصارف الإسلامية ،وربما تطلب ذلك بعض الوقت والجهد لكن العبرة في النتيجة. نبذة عن AFS AFS الشركة الرائدة في تقديم خدمات إصدار البطاقات بمختلف أنواعها. تأسست عام 1984، وهي مملوكة من قبل 55 مصرفاً عربياً على مستوى المنطقة وبرأس مال يقدر ب45 مليون دولار أميركي. تقدم AFS خدماتها من مملكة البحرين لأكثر من 70 مصرفا في قائمة عملائها في منطقة الشرق الأوسط، وتصل نسبة العمالة البحرينية فيها إلى ما يزيد على 80 في المئة.