ذكرت الاذاعة العبرية الرسمية، امس ان مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية المحامي دوف فايسغلاس ورئيس مجلس الأمن القومي المكلف بلورة خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين غيورا ايلاند سيتوجهان من جديد الى واشنطن، بعد اسبوعين لمواصلة المحادثات مع المسؤولين الاميركيين حول تفاصيل الخطة. وتابعت انه ستسبق هذه الزيارة جولة للمبعوثين الاميركيين الثلاثة وليام بيرنز وستيف هيدلي واليوت ابرامز في المنطقة، الاسبوع المقبل للغرض ذاته. وزادت ان زيارة فايسغلاس وايلاند ستتناول ايضاً تحديد موعد لزيارة رئيس الحكومة ارييل شارون للعاصمة الاميركية لاطلاع الرئيس الاميركي جورج بوش على خطته. وكان مبعوثا شارون اطلعاه امس على نتائج زيارتهما واشنطن مطلع الاسبوع. ونقلت الإذاعة عن أوساط قريبة من شارون ان مبعوثيه تناولوا مع مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الاميركي كولن باول البدائل المختلفة لخطة فك الارتباط "ومزايا ومساوئ كل منها"، مؤكدين ان اسرائيل تسعى من تحقيق الانفصال عن الفلسطينيين الى توفير الأمن لمواطنيها. وأضافت ان الاميركيين طلبوا ايضاحات حول نقاط عدة أبرزها ماذا سيكون بعد الانسحاب المزمع من قطاع غزة، وهل سيشمل جميع المستوطنات اليهودية فيه، وعدد المستوطنات التي سيخليها جيش الاحتلال في الضفة الغربية. ونفى السفير الاسرائيلي لدى واشنطن داني غيلرمان وجود خلافات بين الجانبين حول تفاصيل الخطة، وقال "ان الجانبين متفقان على ان لا شريك فلسطينياً لاسرائيل حالياً وعلى ان تطبيق خطة الانفصال سينعكس ايجاباً على اسرائيل، سياسياً وأمنياً". لكن صحيفة "يديعوت احرونوت" كتبت في افتتاحيتها تقول ان التصريحات الاميركية التي اعقبت الزيارة تدل الى ان "الوضع ليس كما كان بالأمس القريب" وان الرئيس الاميركي "هذا الصديق الصدوق لاسرائيل" ما زال على مسافة كبيرة من التعبير عن ارتياحه لخطة الفصل التي يريدها شارون. واضافت ان مغزى التصريحات الواردة ان واشنطن لم تحدد موعداً لزيارة شارون لها وانها تقول له عملياً ان الأمر مشروط بتقديمه شرحاً وافياً وتفصيلاً عن خطة فك الارتباط وبتنسيقه مع مصر والفلسطينيين لتلقي قبولهم و"بكلمة أبسط، فإن واشنطن ترفض الضبابية التي يلف بها شارون سياسته". وزادت الصحيفة ان الاميركيين الذين لم يصفقوا متحمسين لخطة شارون انما يوجهون له صفعة مدوية: "انهم لا يريدون زعزعة في الشرق الأوسط حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية وعلى شارون ان يتصبب عرقاً حتى يحظى بمصافحة بوش على أضواء الكاميرات. لا وجبات مجانية في البيت الأبيض". وتتناول الصحيفة السيناريو المتوقع بعد ان يحسم شارون أمره ويقر خطة الانسحاب وتقول "ان مستقبل شارون على كرسي رئاسة الحكومة سيكون مرهوناً، بعد مغادرة الحزبين اليمينيين "الاتحاد القومي" و"مفدال" حكومته احتجاجاً وانضمام العمل مكانهما، بحجم المعارضة داخل حزبه ليكود".