سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شدد على انتظاره ضوءا اخضر من واشنطن لخطته ونفى أن يكون الغرض منها صرف الأنظار عن قضايا الفساد . شارون يؤكد تصميمه على الانسحاب الأحادي من غزة و "العمل" يوفر له "شبكة امان" اذا استقال بعض وزرائه
سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون إلى نفي أن يكون وراء خطته اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة "مناورة إعلامية" لصرف أنظار الرأي العام عن شبهات ضلوعه في قضايا فساد ورشوة، بتأكيده مجدداً أنه عاقد العزم على تنفيذ الانسحاب الاحادي الجانب من القطاع، فيما رجح نائبه ايهود أولمرت أن يتم ذلك في غضون الصيف المقبل. وحرص قريبون من شارون على الاشارة إلى أن التنفيذ لن يتم قبل تلقي ضوء أخضر أميركي. وبدا رئيس الحكومة غير عابئ بتهديد أحزاب اليمين المتطرف بفرط عقد حكومته، ملمحاً إلى خيار تشكيل حكومة جديدة مع حزب العمل المحسوب على يسار الوسط الذي أعلن أبرز أركانه تأييدهم خطته. وأعلن 59 في المئة من الإسرائيليين دعمهم لاخلاء المستوطنات في القطاع. أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون من جديد عزمه على اتخاذ "خطوات مؤلمة للغاية" لكنها ضرورية ومهمة لإسرائيل للسنوات المقبلة. وقال إنه توصل إلى استنتاج أن الأوان قد آن للقيام بخطوات فعلية على أرض الواقع "من أجل اتاحة الفرصة أمام تطور إسرائيل ومنح أكبر قدر من الأمل والأمن". وزاد انه مصر على تطبيق خطته "وباستثناء المستوطنين، فإن لا أحد في إسرائيل تؤلمه هذه الخطة أكثر مني". وكان شارون قال لصحيفة "معاريف" إن قرار اخلاء المستوطنات "حاسم لبقاء إسرائيل والشعب اليهودي"، وان على كاهله تقع مسؤولية توفير أكبر قدر من الأمان لهما. وأضاف ان امامه خياراً بين السيئ والأسوأ، وأنه قرر اختيار الأقل ضرراً "ومن الأفضل لإسرائيل، على المدى البعيد، ألا تبقى مستوطنات يهودية في قطاع غزة". وفيما ذكرت صحيفة "هآرتس"، التي كانت أول من نشر عن خطة شارون، أن تطبيقها سيتم في غضون عام أو اثنين، قال نائب رئيس الحكومة ايهود أولمرت إن الخطة ستكون قابلة للتطبيق في حزيران يونيو أو تموز يوليو المقبل، مضيفاً ان شارون ليس معنياً باستمرار الوضع الراهن مع الفلسطينيين إلى ما لا نهاية. وقال إن شارون سيحصل في نهاية الأمر على الغالبية المطلوبة لإقرار خطته في البرلمان الإسرائيلي الكنيست. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قريبين من رئيس الحكومة أنه ينوي أن يحمل معه إلى واشنطن، التي سيزورها أواخر الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل، لائحة تفصيلية باسماء المستوطنات المرشحة للإخلاء في قطاع غزة ومواعيد اخلائها. وأضافت ان شارون سيبحث في واشنطن عن "مردود سياسي" يمكّنه من اقناع عدد من أعضاء حزبه ليكود بتأييد الخطة، من دون أن تشير إلى ماهية هذا المردود. وادعت أوساط سياسية أن شارون ما كان ليقدم على الإعلان عن خطوات أحادية الجانب لو لم يتلق ضوءاً أخضر من واشنطن التي يحرص على التنسيق معها في كل صغيرة وكبيرة، تفادياً لخدش العلاقات الحميمة غير المسبوقة بين البلدين. وأعادت إلى الأذهان زيارة مدير مكتبه دوف فايسغلاس إلى العاصمة الأميركية قبل أكثر من شهر، وما تردد بعدها من أنه تلقى ضوءاً أخضر من مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس لاتخاذ خطوات من طرف واحد "لإدراك واشنطن أن لا شريك لإسرائيل في الجانب الفلسطيني لتنفيذ خريطة الطريق"! فايسغلاس وايلاند إلى واشنطن قريباً وأفادت مصادر صحافية أن فايسغلاس سيغادر قريباً إلى واشنطن يرافقه رئيس مجلس الأمن القومي المكلف إعداد خطة فك الارتباط غيورا ايلاند لاطلاع المسؤولين الأميركيين عليها وللتمهيد لزيارة شارون المقبلة للبيت الأبيض. وأضافت ان واشنطن ستوفد هي أيضاً قريباً مبعوثين عنها إلى تل أبيب هما عضوا مجلس الأمن القومي الأميركي اليوت أبرامز وستيف هيدلي، وربما وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز للغرض ذاته. العمل سيوفر لشارون "شبكة أمان" وانشغلت الساحة الحزبية في اسرائيل بتصريحات شارون فهاجمها نواب اليمين وقادة المستوطنين، فيما التزم معظم وزراء ليكود الصمت وعدل اركان حزب "العمل" المعارض عن التشكيك في نيات رئيس الحكومة كما فعلوا اول من امس، واعلنوا انهم رسمياً سيدعمون خطة شارون ويمنحونه "شبكة امان" في الكنيست تحول دون إسقاطها بأصوات اليمين المتطرف. وصدرت دعوات عن بعض هؤلاء الى دخول ائتلاف حكومي للرد على تهديدات حزبي اليمين "مفدال" و"الاتحاد القومي" بالانسحاب من الائتلاف الحالي. اما نواب اليسار الصهيوني فحذّروا من "مناورات سياسية واعلامية" لشارون. واعلن قادة "مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة" حملة اعلامية واسعة تقوم على تهويل الاسرائيليين بأن قادة الجيش يرون ان اقتلاع المستوطنات هو انتصار للارهاب. ودعوا حزبي "مفدال" و"الاتحاد القومي" الى عدم انتظار تنفيذ الخطة بالانسحاب من الحكومة قبل سفر شارون الى واشنطن، لكن اقطاب هذين الحزبين رأوا وجوب اختبار اقوال شارون بالافعال وعدم التسرع والانسحاب من الائتلاف الحكومي. ورداً على هذه التهديدات قال شارون انه سيعمل على تشكيل ائتلاف حكومي آخر في حال ارتكب وزراء خطأ مغادرة الحكومة، ملمحاً الى امكان التحالف مع حزب "العمل" واقامة ائتلاف جديد يحظى بغالبية 74 نائباً في الكنيست من مجموع 120. ونفى شارون ان يكون الغرض من خطته الجديدة صرف الانظار عن قضايا الفساد التي تشتبه النيابة العامة بضلوعه فيها، وقال ان خطته أُعدت على رغم التحقيق الجاري معه في هذه القضايا وليس بسببه. وفيما انقسم كبار المعلّقين في اسرائيل بشأن النيات الحقيقية لرئيس الحكومة وما اذا كان جاداً فعلاً في ازالة مستوطنات، وهو الذي يعتبر "الأب الروحي لها"، رأى 57 في المئة من الاسرائيليين ان شارون اتخذ قراره لاعتبارات سياسية مقابل 24 في المئة قالوا انه ابتغى التغطية على قضية الفساد المنسوبة اليه. وقال 11 في المئة ان الدوافع سياسية وشخصية في آن. ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي اجرته الخبيرة الدكتورة مينا تسيمح لحساب صحيفة "يديعوت احرونوت" فإن 59 في المئة يؤيدون تفكيك المستوطنات في قطاع غزة في اجراء احادي الجانب بينما اعرب 34 في المئة عن معارضتهم لهذه الخطوة. وذكرت صحيفة "معاريف" امس ان وكيل وزارة المال كُلف وضع معايير للتعويضات التي ستُدفع للمستوطنين المنوي اجلاؤهم وان التقديرات تشير الى انه سيتم تعويض العائلة الواحدة ب500 الف دولار، كما تم تكليف مسؤول في وزارة العدل بإعداد الاطار القانوني الذي يتيح التعويض.