مع انه ليس لديه محام معه في غرفة الاستجواب، فان صدام حسين يطبق ما قد ينصح به اي محام: لا تتكلم. ويقول مسؤولون ديبلوماسيون وعسكريون ان الرئيس العراقي السابق لم يقدم حتى الان سوى القليل من المعلومات المفيدة. واستجواب صدام الذي كانت تولته في البداية وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه صار اليوم مهمة مشتركة بينها وبين مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي، في مؤشر على ان الهدف منه لم يعد جمع المعلومات الاستخباراتية بل ايجاد ادلة لمحاكمة محتملة. وقال مسؤول استخباراتي اميركي طالباً عدم ذكر اسمه ان الاشخاص الذين يطرحون عليه الاسئلة حاليا هم من ال"اف بي آي". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اشار في مقابلة الى ان المحققين لا يستخرجون الكثير من الرئيس العراقي السابق. وفي مقابلة اذاعية اخيرا، قال نائب وزير الدفاع ريتشارد ارميتاج انه يطلع بشكل متقطع على تقارير عن الاستجواب واستنتج ان صدام "مراوغ كبير، ولا يقدم الكثير من المعلومات كما رأيت. لكنه يبدو انه يستمتع بالمناقشات". وعندما اعتقل الرئيس العراقي السابق في مخبأه في حفرة في كانون الاول ديسمبر الماضي، أبدى المسؤولون تفاؤلا بانه سيقدم تفاصيل عن المقاومين العراقيين وبرامج اسلحته وانتهاكات حقوق الانسان والفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء. لكن مسؤول لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بورتر غوس يطلق على الاستجواب الان اسم "مشروع صبور". ويقول "انه بارع في النفي والاثباط. ولست متأكدا ما اذا كان لا يزال يعرف الحقيقة. اعتقد انه كان محاطا بمعاونين متملقين". وصرح مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت مولر الاسبوع الماضي ان محققيه يتعاونون مع "بعض المحققين" في العراق، كما يساعدون في التحقيق في عمليات القتل هناك. واوضح ان المكتب يعمل ايضا على وثائق عثر عليها في العراق. وهذه الوثائق تشمل على الارجح اوراق صدام. وقال المدير السابق لمكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات فينسي كانيسترارو ان الاوراق التي عثر عليها مع صدام لدى اعتقاله كانت اكثر فائدة من اي شيء قاله. واضاف: "كل ما علموا به وتصرفوا على اساسه جاء من الوثائق التي وجدوها معه".