التركمان، في هذه الأيام، يتعرضون لانتهاك أبسط حقوقهم، أي حق العيش بحرية. فقد تعرض قبل فترة رئيس الجبهة التركمانية العراقية، فاروق عبدالله عبدالرحمن، لمحاولة اغتيال دنيئة بأيدٍ خفية ظالمة تسببت في اصابة اثنين من أفراد حمايته بجروح، ونجا هو من الحادث. وكانت مجموعة محلية من ذوي النفوس الضعيفة والمتطفلين شرعت، في 29/2/2004، بالاعتداء على مقر الجبهة التركمانية العراقية، فرع كركوك. وقد وقع الحادث أثناء عودة مجموعة من التركمان الى كركوك، عقب الانتهاء من اعتصامهم في العاصمة بغداد. ان ما لا يتحمله هؤلاء الشوفينيون هو وجود التركمان في كركوك. وأبرز دليل على ذلك هو استهدافهم، عقب أعمال التخريب والاضرار بالمبنى، تمثالي الشهيدين التركمانيين في مركز المدينة. ولم يشف غليل هذه المجموعة ما فعلته. فواصلت اعتداءاتها في 3/3/2004. وكان هدفها مبنى اذاعة وتلفزيون "توركمن ايلي" الذي تعرض لاعتداء من مجموعة مؤلفة من 50 شخصاً. وحاولت مجموعة أخرى الاعتداء على التركمان في ناحية التون كوبري، التابعة لمحافظة كركوك، متسببة في بعض الخسائر في المباني، واصابة بعض المواطنين التركمان بجروح. وعلى رغم قيام المسؤولين التركمان، في كركوك وبقية المناطق التركمانية، بإخطار المسؤولين، ومن ضمنهم الحاكم المدني الأميركي بول بريمر والقائد الأميركي المسؤول عن مدينة كركوك، وكذلك القائد الكوري المسؤول عن حماية الأمن في كركوك، وغيرهم من السلطات، عن القلق الذي يساورهم، الا ان الأحداث تواصلت من دون انقطاع في طريقها نحو حرب أهلية. ان التاريخ يشهد لنا، نحن التركمان، بأننا أناس مسالمون. وقد تعرضت هذه الجماعة لضغوط مختلفة، وانتهاكات لأبسط حقوقها من جانب كل الحكومات المتعاقبة على الحكم في العراق. والتركمان لم ينظروا في يوم من الأيام نظرة حقد واستصغار الى بقية الفئات الإثنية. ولكنهم، على رغم هذا السلوك السامي، لم ينالوا ما يستحقونه. والدليل على ذلك الدستور العراقي الموقت الذي تم التوقيع عليه، على رغم الاعتراضات والتحفظات التركمانية والشيعية. فقد سعى مجلس الحكم الانتقالي العراقي الى تهميش دور التركمان في العراق. واختلطت المقاييس في هذا الدستور الموقت. ولا ندري على أي أساس حق للأكراد الحصول على كل هذه الأفضليات، على رغم عدم وجود فارق كبير بين تعداد هذه الطائفة والطائفة التركمانية. فهل هذا هو جزاء من يطالب بوحدة العراق وسيادته ولا يتعاون مع الأجنبي والمحتل؟ زياد كوبرولو [email protected]