رجحت مصادر ديبلوماسية، في الرباط، ان تميل العواصم المغاربية الى دعم قرار استضافة تونس القمة العربية المرجأة، وفق حسابات سياسية تركز على البعد الاقليمي. وصدر المؤشر الأول الى هذا الاتجاه عبر اعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ان "لا قمة في الجزائر في حال لم تنعقد قمة تونس"، اذ على رغم الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة الشهر المقبل، يراهن الرئيس المرشح على تأمين حضور مغاربي في قمة تونس يفسح في المجال أمام معاودة الانشغال بالهاجس المغربي. وبدا لأكثر من مراقب ان الجزائر التي لم تستطع تأمين عقد القمة المغاربية على أرضها نهاية العام الماضي، وتحول الرئاسة الدورية الى ليبيا، تريد أن تدفع في اتجاه عدم تكرار هذه السابقة عربياً. وكان لافتاً ان أول مبعوث للرئيس زين العابدين بن علي للدعوة الى القمة العربية قبل تعليقها زار المغرب، كما أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس التونسي أكثر من اتصال لتأمين انعقاد القمة، في حين جرت في تونس مشاورات عدة للتنسيق بين العواصم المغاربية، على رغم الخلافات الحادة القائمة بين الرباطوالجزائر الى درجة الكلام بصوت واحد. ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس في بيان مساء أول من أمس الى "حشد كل الجهود لعقد القمة العربية تحت رئاسة تونس في أقرب الآجال". وقال الناطق باسم القصر الملكي حسن اوريد ان ملك المغرب الذي أعرب عن أسفه لتأجيل القمة العربية، دعا الى "مزيد من التشاور والتنسيق في درس مشاريع القرارات والبيانات المزمع رفعها الى القمة في احترام كامل لآراء وطروحات كل دولة". وشدد العاهل المغربي على "تحقيق التضامن العربي وتطوير منظومة العمل العربي المشترك والقيام بالاصلاحات الضرورية والملائمة لمسايرة المتغيرات التي يوفرها العالم". ورهن ذلك باحترام "خصوصيات وظروف كل دولة". وشدد على الاهتمام بالمستجدات الاقليمية والدولية مع الأخذ في الاعتبار "الظروف الدقيقة والضاغطة التي تمر بها المنطقة والتحديات الراهنة التي تواجهها". وسبق لوزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان أعلن ان بلاده "تبحث مع الأمانة العامة للجامعة العربية في سبل تجاوز المرحلة وجمع الشمل العربي". ورأت المصادر في اعلان المغرب رسمياً، والجزائر بطريقة غير مباشرة، دعماً لاستضافة تونس القمة المعلقة، من خلال استمرار المشاورات، من أجل التوصل الى صيغة تتفادى المنافسة المصرية التونسية في هذا الشأن. وفي حال تعذر ذلك قد يتم النزوع الى اسناد مهمة استضافة أعمال مجلس الوزراء الى دولة ثالثة، مع ترجيح امكان قيام الرباط بدور في هذا النطاق، كونها ترتبط بعلاقات ودية مع تونس ومصر والبلدان العربية المؤثرة. ويتوقع ان تدعم ليبيا هذا التوجه تمهيداً لاستضافتها القمة المغاربية المقبلة. ويقول ديبلوماسيون مغاربيون ان هناك سابقة في تعليق القمة العربية في فاس، حين انزعج الملك الراحل الحسن الثاني من مستوى التمثيل في أعمال القمة، خصوصاً غياب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، فعلق القمة بعد الجلسة الافتتاحية الأولى.