"عيون الشام" معرض أقيم في الرياض لمجموعة من الرسامات والرسامين السوريين المقيمين في الرياض. ويقدم هؤلاء لوحات فنية تنتمي إلى اتجاهات ومدارس عدة من اللوحة الكلاسيكية التي تزدحم فيها الألوان الطبيعية والأشجار والجبال والطيور والغدران، إلى اللوحة السوريالية التي تشف فيها الألوان، وتتجرد الأشياء إلى أن تصبح مجرد خطوط لونية رهيفة تخفي وراءها قدراً كبيراً من الدلالات. والمعرض نظمته السفارة السورية في الرياض في التعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وشارك كل رسام بلوحتين إلى أربع لوحات، كنماذج تدل الى تجربته. وتضمن المعرض الذي أشرف على تنسيقه عامر عبدالحي نماذج من النحت والرسم والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي، وهي نماذج يغلب على معظمها الطابع الفني المدرسي أو بمعنى آخر إنها تجهد في قول مدلولاتها عبر الانتماء إلى اتجاه فني محدد، كالانطباعي أو التجريدي، أو الكلاسيكي أو الرمزي مع الاحتفاء الشديد بألوان الطبيعة، والألوان الجهيرة الصاخبة. ولعل زائر المعرض يجد أن لوحة مدرسية كبيرة تتصدر الواجهة وتجاورها بضع لوحات تعبر عن وقائع تاريخية ملحمية مثل معركة حطين، التي رسمها حسن حمدان، أو مشاهد من القدس كما رسم أحمد أسعد. لكن السمة البارزة في المعرض أن معظم التجارب المشاركة هي تجارب شابة تتجاور مع بعض الأسماء الفنية العريقة مثل: علي غريب الذي قدم لوحتين ربما لا تعبران كثيراً عن تجربته وكذلك إبراهيم العكيلي الذي اعتمدت لوحاته تيمة تكرارية تتمثل في شكل الوردة في فضاءات مختلفة. وتتصدر لوحات عبود سلمان البعد المختلف عن سياق المعرض باحتفائه بالدوائر والخطوط الكثيفة التي تحتضن في تعرجاتها وتداخلاتها دلالات رمزية كثيفة، ويصبح الوجه الإنساني بتجاعيده خطوطاً زمنية تنأى بالدلالة الكلية بعيداً. وتأتي الصور الفوتوغرافية... لتستلهم المسافة ما بين الريشة والعدسة، فيقدم زياد صابوني لقطات للبيوت والحارات القديمة في شكل يبدي براعة اللقطة. ويقدم أحمد دبا، وإسماعيل السلمان، وحسن حمام، وماهر العامر، ومروان عقدة أعمالاً فنية قياساً الى الأعمال المشاركة في المعرض، وهي تتسم برهافة الرؤية التشكيلية والسعي إلى التميز سواء في اختيار الألوان الداكنة، أو في اختيار أفق اللوحة الذي يصوغ ما هو إنساني ذاتي حميم. ومن الفنانات المشاركات في المعرض: بانة سفر، وهند الخالدي، وهلا خزعل، وندى حداد، ومنال فارس، وهن على قدر ما يحملن من مواهب تتبدى في اصطفاء موضوع اللوحة إلا أنهن - وهن في مرحلة البدايات - يحتجن إلى تشريع الذاكرة البصرية على مشاهد من الفن العربي والعالمي، فلوحاتهن ما زالت في دائرة التسطيح اللوني، والرؤية المباشرة التي لا تتعمق في رمزيات اللون ولا في تنوع الأشكال وتداخلها. وفي المعرض تجاورت المنحوتة مع لوحات الخط العربي واللوحات الحروفية واللقطات الفوتوغرافية.